لم يسبق لجماهير الوداد البيضاوي أن قلقت بشأن فريقها منذ تولي سعيد الناصيري رئاسة النادي، خلفاً لعبد الإله أكرم، كما هي مشوشة الآن، بعدما بدأت شرارات الأزمة تتطاير متفرقة في سماء البيت "الأحمر"، منذ فترة، قبل أن تبدو الأمور أكثر جدية مباشرةً بعد تتويج أبناء حسين عموتة بلقب عصبة الأبطال الإفريقية. وبات أشد المتفائلين في أوساط الوداد البيضاوي مسلماً بوجود خطب ما داخل "القلعة الحمراء"، وهو ما انعكس جلياً على نتائج الفريق، في مباريات الدوري المحلي وحتى منافسات كأس العالم للأندية التي خارج منها رفاق أشرف بنشرقي بخفي حنين، الأمر الذي جعل المتتبعين وحتى المراقبين، تائهين وهم يحاولوا تشخيص الأزمة، بين ما هو تسييري أو تقني متعلق بالمدرب على وجه الخصوص. تسيرياً.. الرئيس يحتكر المكتب! لم يعلن سعيد الناصيري، رئيس الوداد البيضاوي، عن تشكيلة مكتبه المسير منذ حوالي عام من انعقاد الجمع العام العادي للنادي، حيث اختار الرجل احتكار تسيير النادي، وتوظيف أسماء أخرى تشتغل "في النوار"، بمثابة "بيادق" يحركها سعيد الناصري لمصلحته، وهو ما يجعل الكثيرين يربطون حالة الوداد حالياً، بسيناريو "رجاء بودريقة"، هذا الأخير الذي وضع اسمه مكان شعار النادي، فارتكب ما ارتكب من أخطاء، فغادر الرجاء وجر معه جل الممولين والمستشهرين. وبات الوداد البيضاوي، برئيسه القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، مرتبطاً في تسييره بهذا الأخير، إذ وبمجيء الناصيري، جر معه إلى برلمان النادي مجموعة من الأسماء البارزة في عالم المال والأعمال، والمنتميين لحزب "البام"، وهو ما يؤرق بال المتتبعين، وخاصةً الأنصار، حيث يتساءلون عن مصير مستشهري الوداد البيضاوي بعد رحيل "ثري" زاكورة، خاصة وأن مسير سابق للفريق الأحمر، سبق وعبر لهسبورت عن قلقه على مستقبل الفريق في ظل البصمة السياسية التي تزاحم ألوانه، مردفاً "أخشى أن تكون عواقب الاحتكام للمسير الواحد في شخص الناصيري وخيمة على مستقبل النادي.. ولا بنجلون إذا حتاج لشطابة خصهوم يعيطو للناصيري يجيبها..". تقنياً.. النقابة وحرب "الڭوَامْل" تكبلان عموتة.. كانت رسائل "الوينرز"، الفصيلة لمشجع للوداد البيضاوي، مكشوفة وواضحة لمن يهمه الأمر، في بلاغ ال19 دجنبر عندما قالت إن أزمات الوداد تتكرر في نفس التوقيت (قبل الميركاتو) ولذات الهدف (التخلص من المدرب)، في إشارة منه إلى حرب "التسمسير" والصفقات المشبوهة التي يحتاج فيها "المسير" عادةً إلى فراغ تقني من أجل التخطيط والتنفيذ المريحين لتدبير فترة الانتقالات.. وربط المتتبعين، و"الوداديين" بشكل خاص، التصريحات "الخطيرة" التي بات يرددها كلما أتيحت له الفرصة، منذ العودة من أبو ظبي على هامش مشاركة الوداد في "الموندياليتو"، حول أنه ضحية مؤامرة وفكر نقابي من جهة لم يسمها، وبين بلاغ "الوينرز" المذكور، في إشارة لإمكانية وجود محاولات للتخلص من مدرب الفريق، عموتة "الصارم) من أجل تمكن من يتحينون فرص "الميركاتو" للاغتناء من مالية الفريق وتمرير الصفقات المشبوهة، دون حسيب.