يبدو أن مشاق مغامرة المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس العالم المقبلة بروسيا، صيف السنة القادمة، لن تقتصر فقط على الإطار الكروي، بوقوعه في أحد أقوى المجموعات بالبطولة، حيث أسفر برنامج البطولة عن خوض "الأسود" لمباريات الدور الأول، في ثلاث مدن مختلفة ومتباعدة من حيث التوزيع الجغرافي. وإن كان المنتخب الوطني سيقص شريط البطولة من خلال مواجهة المنتخب الإيراني، في 15 يونيو من السنة المقبلة، على أرضية ملعب "سانت بيتيرسبورغ" بثاني أكبر المدن الروسية، فإن العناصر الوطنية ستضطر إلى قطع مسافة 700 كلم للالتحاق بالعاصمة موسكو، من أجل خوض المباراة الثانية أمام المنتخب البرتغالي، خمس أيام بعد ذلك، قبل أن تشد الرحال إلى مدينة "كالينينغراد" في الحدود البولندية-الليتوانية، على بعد أزيد من 1200 كلم عن قصر "الكرملين", وذلك لمواجهة المنتخب الإسباني في المباراة الثالثة، في الخامس والعشرين من الشهر ذاته. حال المنتخب الإسباني لن يكون أفضل من نظيره المغربي، حيث على منتخب "لاروخا" الانتقال من مدينة سوتشي حيث سيواجه المنتخب البرتغالي في المواجهة الأولى، إلى مدينة كازان التي تبعد عنها بأزيد من 2000 كلم، من أجل مواجهة المنتخب الإيراني، قبل يقطع ذات المسافة للحلول بمدينة "كالينينغراد" لمواجهة المنتخب المغربي، أي ما يزيد عن 4000 كلم في ظرف 15 يوما. هذا، وستكون مباريات المجموعة الثانية التي تضم المنتخب المغربي، موزعة عبر ثمانية مدن، حيث سيخوض كل منتخب مبارياته الثلاث في ملاعب مختلفة، وهو نفس الأمر بالنسبة للمجموعات الأخرى، مما من شأنه أن يربك من حالة الاستقرار داخل المنتخبات المشاركة والتأقلم مع نفس المناخ والأجواء، خاصة مع شساعة روسيا والمسافة الكبيرة التي تفصل بين بعض المدن المستضيفة للدورة.