تمكن المنتخب الوطني المغربي من التأهل إلى نهائيات كأس العالم، روسيا 2018، بعد غياب دام 20 عاماً، وذلك عقب فوزه على "أفيال" كوت ديفوار بهدفين نظيفين، سجلهما نبيل ضرار ومهدي بنعطية في الدقيقتين 25 و30، لحساب آخر جولات تصفيات "المونديال". وانطلقت الجولة الأولى بنوايا هجومية من المنتخب المغربي سرعان ما صدها رفاق جيرفينهو باندفاعهم تجاه مرمى منير المحمدي في محاولة للتسجيل، لكن صحوة الأخير واستماثة رفاق بنعطية حالت دون ذلك. وفي الوقت الذي كان فيه المد الإيفواري ماض في اتجاه مرمى المحمدي، فاجأ نبيل ضرار الحارس غبوهو بتسديدة مباغتة سكنت مرماه، مفتتحاً بذلك حصة التسجيل للمنتخب المغربي في الدقيقة 25. وماهي إلا دقائق قليلة حتى ضاعف النتيجة للأسود العميد، مهدي بنعطية، الذي سجل الهدف الثاني في الدقيقة 30 بعدما تلقى كرة على المقاس من ركنية نفذها بدقة مبارك بوصوفة، في سيناريو لم يكن منتظراً من أشد المتفائلين من المغاربة ولا متشائمو كوت ديفوار. وأنهى رفاق ويلفرد زاها الشوط الأول محاولين تدارك التأخر بكرات مباشرة في اتجاه مناطق "الأسود" بسبب التنظيم المحكم في صفوف العناصر الوطنية في خط الوسط، الذي صعب من مأمورية بنائهم هجمات منظمة، لكن كراتهم لم تشكل تهديداً فعلياً على مرمى المحمدي، في جولة قدم فيها رجال هيرفي رونار عرضا تكتيكيا مثاليا. الجولة الثانية انطلقت ملتهبة بمحاولة خطيرة من "المايسترو" مبارك بوصوفة الذي هدد مرمى غبوهو منذ الدقيقة الأولى، إلا أن كرته أبعدت إلى الركنية، قبل أن تهدأ الأمور على رقعة الميدان كروياً مع تسجيل انفلاتات أعصاب رفاق جيرفينهو في مناسبات متفرقة من خلال تدخلات قوية في حق العناصر الوطنية. النصف الساعة الأخير من اللقاء تبادل فيه الطرفان هجمات خطيرة هددت مرميا غبوهو والمحمدي دون أن تهتز شباكهما، لتنتهي بذلك المباراة بفوز مغربي بهدفين نظيفين، وتأذن صافرة الغامبي باكاري غاساما لفرحة قومية طال انتظارها، منذ آخر مشاركة عالمية في مونديال 98 برفنسا. ولبت الجماهير المغربية نداء المنتخب وحضرت بأعداد غفيرة، تجاوزت 5000 مناصر، منهم 3500 تقريباً حضروا من مختلف المدن المغربية في رحلات منظمة، حيث مرت عملية دخول الجمهور تمر في جو سلس إلى حدود الساعة الثالثة التي عرفت تسجيل المناوشات مع الأمن الإيفواري، علما أن هسبورت قد عاينت صعوبات الوفد الجامعي بدوره لدخول الملعب، حيث لم يتمكن مجموعة من الأعضاء بينهم سعيد الناصيري، تجاوز الأمن إلا بعد انتظار طويل وصعوبات كثيرة. وبعد حسمه التأهل لصالحه، يكون المنتخب المغربي قد ضمن خامس مشاركة له في نهائيات كأس العالم بعد نسخ 1970 و1986 و1994 و1998 في انتظار ظهره بروسيا العام المقبل.