متابعة إعلامية كبرى، إن لم نقل أنها ضجة، تلك التي تصاحب ودية المنتخب الوطني المغربي مع نظيره الغابوني.. سيناريو هيتشكوكي تخلل كل فصولها، بدايةً من بحث مضني عن مدرب يقودها، مروراً بتعيين الإطار الوطني حسن بنعبيشة، وصولاً إلى اللائحة النهائية المشاركة فيها وما شابها من تصريحات وتعديلات من هنا وهناك. لم يكن جدواها ليكون مفقوداً، لو لم تكن متعلقة بأشياء كلها مؤقتة، لو تم عقد جمع عام واستقرت أمور الكرة الوطنية إدارياً و جامعياً، وتم تعيين مدرب رسمي يقود منتخبنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستحتضنها بلادنا العام المقبل، لو تمت المناداة على الأسماء التي ستمثل المنتخب الوطني وفق رصد تقني في الكان المنتظر. لا ننتظر شيئاً من مباراة ودية تحضيرية للغابون، وشكليةً لمن يديرون شؤون الكرة إلى حين، آثروا التملص من مسؤولية إنعاش منتخب، ليتحملوا بذلك مسؤولية توالي هزاته.. فهل كان فوزي البنزرتي ليتطاول على "الجامعة" رافضاً تسريح لاعبيه الستة لصالح المنتخب الوطني لو كانت لنا جامعة منتخبة، وكانت هذه المباراة ضمن برنامجها الإعدادي لقادم الإستحقاقات ؟ وهل كانت الحرب الكلامية بين بنعطية وبنعبيشة ستكون لو لم يقبل هذا الأخير توليه مهمة ناخب لتسعين دقيقة لسبب لخصه في تلبية نداء الوطن؟ مباراة لن تصنع الحدث رياضيا مهما كان، ولو أنها صنعته لأهداف أخرى، كرست لمبدأ العبث والإرتجالية، فارضةً منذ زمن على المتتبعين المغاربة، إعلان حيادهم وإعفاء جهازهم العصبي من أية نوبة تلم بهم إثر مشاهدتهم لأسود في غير عادتها، أسود تُفترَس وجعلت من نفسها لقمة سائغة في فم الصغار. ماذا بعد؟ ماذا لو فاز المنتخب الوطني المغربي ضد نظيره الغابوني يوم الأربعاء بملعب مراكش البهيج بحصة تاريخية؟ فهي حصة محكوم عليها بالمؤقت، إلى جانب كل مكونات المنتخب الوطني المغربي المؤقتة.