مع إنفاق أموالا طائلة على التعاقدات الجديدة وقدوم عمالقة التدريب فإن الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم من المتوقع أن يكون الأكثر شراسة في التاريخ الحديث. مانشستر سيتي بقيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا قد يكون مرشحا لنيل اللقب، ولكن مانشستر يونايتد وتشيلسي وأرسنال وليفربول وتوتنهام وحامل اللقب ليستر سيتي لديهم طموحات مشروعة في المنافسة على اللقب أيضا. وجاء تتويج ليستر سيتي بلقب الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي في مايو الماضي لينهي أسطورة أن الأندية الكبرى فقط هي التي تتوج باللقب، في الوقت الذي يؤمن فيه الإيطالي أنطونيو كونتي المدرب الجديد لتشيلسي بأن هناك "ستة أو سبعة أندية قادرة على الفوز باللقب". وكانت نسبة المراهنات على فوز ليستر سيتي بلقب من الدوري الإنجليزي تبلغ 1 على خمسة آلاف في الموسم الماضي ولكن هذا الموسم تراجعت إلى 1 على 33، ولكن الفريق سيكون عليه أن يخوض رحلته الجديدة دون نجم الوسط الفرنسي نجولو كانتي الذي رحل إلى تشيلسي. كانتي كان الرئة النابضة في خط وسط ليستر الموسم الماضي، ومن المتوقع أن يفتقده الفريق بشدة هذا الموسم، في الوقت الذي دعا فيه المدرب الإيطالي للفريق كلاوديو رانييري لخفض سقف التوقعات للموسم الجديد. ولكن الأمور تختلف في أولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد، بعد وصول لاعب الوسط الفرنسي بول بوجبا من صفوف يوفنتوس الإيطالي في صفقة هي الأغلى في تاريخ كرة القدم حيث بلغت قيمتها 90 مليون جنيه إسترليني (116 مليون دولار). وانضم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لكتيبة مانشستر يونايتد وأحضر معه هنريك مخيتريان وايريك بيلي في صفقتين كلفتا خزينة النادي 56 مليون جنيه إسترليني، كما جاء المهاجم السويدي المذهل زلاتان إبراهيموفيتش من باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر ولكن تردد أنه يحصل على 260 ألف إسترليني أسبوعيا. ورد مورينيو على انتقادات مدربين أخرين له بأنه أنفق "قدر مجنون من الأموال قائلا: "لا أعتقد أنه سبب للحزن، إنه سبب يجعلك تشعر بالفخر نظرا لقدرة الفريق على القيام بذلك وأنه واجهة جاذبة للاعبين الكبار". وأضاف "إذا سألتني إذا كنت أعتقد أنه قدر كبير من الأموال، كرة القدم مجنونة وسوق الانتقالات أصبح مجنونا أيضا". وأشار "أعرف فقط أن بوغبا لاعب كبير، وبالتأكيد سيكون عنصرا مهما في نادي كبير بحجم مانشستر يونايتد". وسيتجدد الصراع بين مورينيو وجوارديولا، وهو الصراع الذي بدأ أثناء منافستهما معا في الدوري الإسباني حيث كان الأول يتولى تدريب ريال مدريد بينما حقق الثاني إنجازات تاريخية مع برشلونة. وتولى غوارديولا تدريب سيتي خلفا لمانويل بيليجريني، وعلى الفور أبرم صفقة التعاقد مع ليروي ساني من صفوف شالكه الألماني مقابل 37 مليون إسترليني. سيكون الهدف الأول لغوارديولا هو الفوز بلقب الدوري الإنجليزي، بجانب الحفاظ على التفوق في الصراع الدائم مع مانشستر يونايتد. وسيحاول كونتي استعادة هيبة تشيلسي بعد مسيرة مريرة في موسم 2016/2015 والذي بدأه البلوز كحامل اللقب لكنه أنهى بشكل صعب، وسط الكثير من الكبوات على مدار الموسم مما أسفر عن إقالة مورينيو من تدريب الفريق. وأيضا فإن ارسنال وليفربول يسعيان للمنافسة على اللقب منذ البداية. ويستمر ارسين فينغر في تدريب أرسنال على مدار عشرين عاما فيما يخوض يورجن كلوب ثاني موسم له مع ليفربول، والموسم الأول له منذ البداية بعدما تولى المهمة في منتصف الموسم الماضي. غياب ليفربول عن المنافسة في البطولات الأوروبية قد يكون له شق إيجابي نظرا لأن تركيزه كله سيكون منصبا على الدوري المحلي. ويسعى كلوب الذي انفق الكثير من الأموال هذا الصيف، لوضع فريقه بين مصاف الكبار. كما أن توتنهام الذي صارع حتى الرمق الأخير مع ليستر سيتي على لقب الموسم الماضي، لن يكون لقمة سائغة في الموسم الجديد.