بعد أن غابت المصارعة المغربية عن الحضور في دورة الألعاب الأولمبيىة منذ 25 سنة، عادت للظهور الأولمبي خلال دورة "لندن2012" بمصارعين اثنين، وهي السنة التي انطلقت فيها الاشتغال للإعداد لأولمبياد "ريو2016"; انطلق مشوار الإعداد لمرحلة "أولمبياد 2016" مباشرة بعد دورة لندن، إذ قامت الجامعة الملكية المغربية للمصارعات المماثلة بالتعاقد مع مدرب إيراني (بطل العالم ثلاث مرات)، قصد إعداد عناصر عالية المستوى، من خلال معسكر في إيران دام سنة كاملة، إذ كانت التداريب شاقة بالنسبة إلى المصارعين المغاربة والإعداد النفسي والبدني مركزان على محطة إقصائيات الألعاب الأولمبية "ريو2016". وكان "لابد من أن يجعلنا ذلك نتسلح بالأمل في تحقيق النتائج المرجوة، خاصة وأننا نؤمن بأن الاجتهاد والعمل يعطي ثماره"، يقول فؤاد مسكوت، رئيس جامعة المصارعة، في تصريح ل"هسبورت"، مردفا القول، بأن المسؤولين عن الرياضة في المغرب كانوا يتوقعون تأهيل بعض العناصر الوطنية للأولمبياد، وذلك ما تأتى بتميز كبير، حيث تأهل ثلاثة مصارعين مغاربة واحتل المغرب الرتبة الثانية قاريا خلف مصر، بالإضافة إلى تقدير واحترام البلد المضيف لهذا "التميز المغربي"، يضيف مسكوت. تميز للمصارعة المغربية، ساهم فيه زياد آيت أوكرام، الذي سبق له أن حمل ألوان المنتخب التونسي خلال الأولمبياد السابق بلندن، وشكلت عودته إلى حمل الألوان المغربية مطلبا لعائلته (الوالدان مغربيا الأصل والجنسية)، إذ ارتأى أن يحصل على جوازه المغربي تزامنا مع حلول الملك محمد السادس في تونس في سنة 2004. زياد، تم اختياره أفضل مصارع خلال التصفيات الأفرو-أوقيانوسية هذه السنة حاملا العلم المغربي على أكتافه، وهو من بين أجود العناصر على المستوى العالمي. المصارع المغربي زياد آيت أوكرام، كان له رأي في التجربة، إذ صرح ل"هسبورت"، قائلا "نظام الرياضة العالية المستوى في تونس لا يصل حتى إلى نسبة 5 بالمئة على ما هو عليه الحال في المغرب، أعتبر نفسي كنت ممارسا "هاويا" في السابق، قبل التحاقي بالمنتخب المغربي". "خصصنا للبطل المغربي زياد أيت أوكرام برنامجا عالي المستوى، مكنه من المشاركة في أزيد من 17 تظاهرة وتوج بطلا لإفريقيا السنة الماضية بالقميص المغربي"، يقول رئيس الجامعة المغربية للمصارعة، مردفا، "يستحق البطل زياد آيت أوكرام الإشادة والتنويه، الأخير يكن حبا كبيرا لموطنه المغرب وتربطه به علاقة وطيدة". ويضيف زياد آيت أوكرام، خلال حوار أجراه مع "هسبورت"، قبل السفر إلى البرازيل للمشاركة في الأولمبياد، قائلا "لقد وفرت لنا الجامعة الملكية المغربية للمصارعة كل ظروف النجاح، وذلك باستقدام بطل عالمي إيراني للإشراف على التدريب، والأخير دكتور دولة ينتمي إلى دولة رائدة في المصارعة، سطر برنامج عمل على امتداد سنتين، يشمل كل التفاصيل المتعلقة بالعمل بجزئياتها البسيطة، وهو ما أتى بالنتائج المرجوة، واستطعنا في ظرف وجيز الحصول على بطل إفريقي في الكبار والشبان، إضافة إلى ضمان ثلاثة مقاعد أولمبية". وتعلق المصارعة المغربية أيضا آمالا كبيرة على البطل شكير أنصاري، من أجل البصم على ظهور مميز في "ريو"، إذ سبق للأخير أن توج بطلا لفرنسا سنة2012، قبل أن تبادر جامعة المصارعة المغربية لتمكينه من الحصول على الترخيص الدولي لتغيير الجنسية، بعد أن تدخلت البطلة المغربية نوال المتوكل لدى اللجنة الأولمبية الدولية. خطاب فؤاد مسكوت، رئيس الجامعة الملكية للمصارعات المماثلة، حول حظوظ نيل الأبطال المغاربة لميدالية أولمبية في أولمبياد البرازيل، اتسم بنوع من الواقعية وهو أقرب إلى المنطق العلمي منه إلى لغة "تسويق الوهم"، فالأخير يقول إن سقف الطموحات بلغ مرحلته الأخيرة، وذلك بحضور ثلاثة مصارعين مغاربة في حلبة المصارعة الأولمبية في "ريو". "معانقة العالمية وتحقيق التميز لا يمكن أن يتحققا إلا بوجود آلية علمية قوية تؤدي إلى تحديد الاختصاص، وذلك بالنسبة إلى السلطة الحكومية الوصية على الرياضة، اللجنة الأولمبية الوطنية وكل الشركاء الرياضيين، بغية وضع اللبنة الحقيقية التي تؤدي إلى صناعة الأبطال.." هكذا يلخص رئيس الجامعة الوضع القائم لرياضة المصارعة في المغرب. وأمام كل هذه المجهودات المبذولة من طرف القائمين على شأن رياضة المصارعة في المغرب، خلال السنوات الأخيرة، قد يتوسم المتتبع الرياضي المغربي خيرا في تحقيق نتائج مشرفة خلال أولمبياد "ريو2016"، إذ تبقى الحظوظ قائمة أمام المصارعين المغاربة لجني ثمار برنامج رياضي "عالي المستوى"، وذلك من خلال تشريفهم للعلم الوطني في أرقى محفل رياضي عالمي. يشار إلى أن المصارعة المغربية ستدخل غمار التباري في "ريو2016"، من خلال مشاركة المصارعين المغربيين زياد أيت أوكرام والمهدي المسعودي في صنف المصارعة اليونانية-الرومانية، الأحد المقبل، في وزني أقل من75كلغ وأقل من 60كلغ، على أن يشارك البطل المغربي شكير أنصاري في صنف المصارعة الحرة، يوم 19 غشت الجاري.