تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء الوطن العربي صوب العاصمتين البرازيليتين الحالية برازيليا والقديمة ريو دي جانيرو لمتابعة ضربة البداية لمسيرة كل من المنتخبين العراقي والجزائري في مسابقة كرة القدم ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016). ويحمل المنتخبان العراقي والجزائري على كاهلهما الألعاب العربية في هذه المرة وباهتمام بالغ قد يفوق معظم الفعاليات الأخرى في باقي الرياضات التي تشهدها هذه الدورة. وينبع هذا الاهتمام الخاص بالمسابقة الكروية هذه المرة من إقامة الدورة الأولمبية في البرازيل هذا البلد الشغوف للغاية بكرة القدم والذي يتمنى فوز فريقه بالميدالية الذهبية للمسابقة للمرة الأولى في التاريخ بعد 12 محاولة سابقة باءت جميعها بالفشل. لهذا، لن تجذب مباراة المنتخب العراقي غدا اهتمام المشجعين العرب فحسب وإنما ستحظى المباراة بمتابعة شديدة من قبل البرازيليين أنفسهم نظرا لوقوع المنتخب العراقي ضمن المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة مع منتخبات البرازيل وجنوب أفريقيا والدنمارك. ويركل المنتخب العراقي (أسود الرافدين) ضربة البداية للمسابقة غدا بلقاء نظيره الدنماركي على استاد "ماني جارينشا" الوطني في افتتاح مباريات المسابقة كما تقام المباراة الثانية بالمجموعة على نفس الاستاد بين منتخبي البرازيل وجنوب أفريقيا. ويشارك المنتخب العراقي في المسابقة الأولمبية للمرة الخامسة كما حقق أفضل نتيجة سابقة له في آخر مشاركة سابقة بفوزه بالمركز الرابع في أولمبياد 2004 عندما خسر صفر / 1 أمام إيطاليا في مباراة تحديد المركز الثالث. ولم يسبق للمنتخب العراقي أن خسر المباراة الأولى في أي من مشاركاته الأربع السابقة في الأولمبياد حيث شهدت مبارياته الأولى في المشاركات الأربع السابقة انتصارين وتعادلين وهو ما يضاعف أمل الفريق في بداية قوية بالمسابقة غدا. وتأهل المنتخب العراقي للمسابقة الأولمبية بعد فوزه 2 / 1 على منتخب قطر في مباراة تحديد المركز الثالث خلال بطولة أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية (تحت 23 عاما) . وجاء هدف الفوز 2 / 1 عن طريق أيمن حسين في الدقيقة 109 من المباراة التي امتدت لوقت إضافي وفي المجموعة الرابعة التي تضم العملاق الأرجنتيني، سيبحث المنتخب الجزائري عن بداية قوية في مواجهة منتخب هندوراس على استاد "جواو هافيلانج" وهو الاستاد الأولمبي لهذه الدورة حيث يستضيف أيضا فعاليات ألعاب القوى بعد أيام من الافتتاح الرسمي للدورة فيما يستضيف استاد ماراكانا الأسطوري حفلي الافتتاح والختام. ومع عودة الفريق إلى مسابقة كرة القدم الأولمبية بعد غياب دام 36 عاما ، يكون المنتخب الجزائري هو صاحب الغياب الأطول على المسابقة من بين جميع المشاركين في أولمبياد ريو 2016 والذين سبق لهم المشاركة في هذه المسابقة. وخلال مشاركته الوحيدة السابقة ، تغلب المنتخب الجزائري في الدور الأول للمسابقة بأولمبياد 1980 على نظيره السوري وتعادل مع أسبانيا وخسر أمام ألمانيا في الدور الأول ثم سقط أمام نظيره اليوغسلافي في دور الثمانية. وتأهل المنتخب الجزائري لمسابقة كرة القدم في أولمبياد ريو بالفوز على نظيره السنغالي 1 / صفر في المربع الذهبي لبطولة أمم أفريقيا للمنتخبات الأولمبية (تحت 23 عاما) وإن خسر في النهائي 1 / 2 أمام نظيره النيجيري علما بأن معظم الترشيحات قبل بداية البطولة كانت تشير لخروج المنتخب الجزائري مبكرا من المنافسة. ويطمح المنتخب الجزائري الأولمبي إلى ترك بصمة جديدة لبلاده في بلاد السامبا حيث سبق للمنتخب الجزائري الأول أن أبهر الجميع في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل عندما قدم عروضا رائعة واستحق بلوغ الدور الثاني لكنه خسر أمام نظيره الألماني الذي توج بعد هذا باللقب. وفي المقابل ، فإن منتخب هندوراس هو أحد أربعة فرق فقط تخوض فعاليات مسابقة كرة القدم الأولمبية للمرة الثالثة على التوالي مما يعني أنه يمتلك خبرة حالية بالأولمبياد أكثر من نظيره الجزائري. والمنتخبات الثلاثة الأخرى هي البرازيلواليابانوكوريا الجنوبية. وقبل أربع سنوات، حقق منتخب هندوراس أفضل نتيجة له في تاريخ مشاركاته بمسابقة كرة القدم الأولمبية عندما بلغ دور الثمانية في أولمبياد 2012 بلندن لكنه خسر 2 / 3 أمام نظيره البرازيلي. وتأهل منتخب هندوراس لأولمبياد ريو 2016 بالفوز على نظيره الأمريكي 2 / صفر في المربع الذهبي لمسابقة كونكاكاف المؤهلة للأولمبياد ولكن الفريق خسر في نهائي المسابقة صفر / 2 أمام نظيره المكسيكي. وفي المباراة الأخرى بالمجموعة غدا، سيلتقي المنتخب الأرجنتيني الفائز بذهبية المسابقة مرتين سابقتين في 2004 و2008 نظيره البرتغالي المحمل بعبء ثقيل حيث أصبح مطالبا بالمنافسة بقوة بعد أسابيع قليلة من فوز منتخب البرتغال بلقب كأس الأمم الأوروبية. والمواجهة بين الفريقين ستكون الثالثة في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية حيث التقيا للمرة الأولى في دور المجموعات بأولمبياد أتلانتا 1996 وانتهت المباراة بالتعادل 1 / 1 ثم التقيا في المربع الذهبي لنفس الأولمبياد وفاز المنتخب الأرجنتيني 2 / صفر لكنه خسر بعدها في النهائي أمام نيجيريا. وكان هذا هو أفضل إنجاز للمنتخب البرتغالي في مشاركاته الثلاث السابقة بمسابقة كرة القدم الأولمبية علما بأنه سقط أمام نظيره البرازيلي صفر / 5 في مباراة تحديد المركز الثالث ليفوز المنتخب البرازيلي بالميدالية البرونزية. وحافظ المنتخب البرتغالي على نظافة شباكه في واحدة فقط من 12 مباراة سابقة خاضها بتاريخ مشاركاته في مسابقة كرة القدم الأولمبية. وكانت هذه المباراة الوحيدة عندما تغلب على نظيره التونسي 2 / صفر في أولمبياد 1996 . وفي آخر مشاركة سابقة له، خرج المنتخب البرتغالي من الدور الأول لأولمبياد 2004 بعدما حقق انتصارا واحدا وخسر مباراتين علما بأنه افتتح التسجيل في كل من المباريات الثلاث. وفي المقابل، بلغ المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية في آخر ثلاث مشاركات له بمسابقة كرة القدم الأولمبية حيث خسر أمام نيجيريا في نهائي 1996 بأتلانتا وفاز على البرازيل في 2004 بأثينا و على نيجيريا في 2008 ببكين. وحقق المنتخب الأرجنتيني، الذي غاب عن أولمبياد 2012 بلندن ، الفوز في جميع المباريات ال12 الأخيرة له في تاريخ مشاركاته بمسابقة كرة القدم الأولمبية. ومن بين جميع المنتخبات المشاركة في مسابقة كرة القدم بأولمبياد ريو 2016 ، سيكون المنتخب الأرجنتيني هو الوحيد الذي أحرز الميدالية الذهبية للمسابقة مرتين سابقتين فيما فاز بها كل من منتخبات المكسيكونيجيريا والسويد مرة واحدة فقط. وفي المباريات الأربع الأخرى غدا ، يلتقي المنتخب السويدي نظيره الكولومبي وتلعب نيجيريا مع اليابان في المجموعة الثانية ويصطدم منتخب فيجي الوجه الجديد على الدورات الأولمبية بمنتخب كوريا الجنوبية كما تلعب المكسيك مع ألمانيا في المجموعة الثالثة. وسبق للمنتخبين النيجيري والياباني أن التقيا ثلاث مرات سابقة في تاريخ الدورات الأولمبية وانتهت المواجهات الثلاث لصالح المنتخب الياباني وكانت جميعها في مباريات دور المجموعات أيضا حيث كانت المواجهة الأولى في 1968 بمكسيكو سيتي وفازت اليابان 3 / 1 ثم التقيا في 1996 بأتلانتا وفازت اليابان 2 / صفر وإن توج المنتخب النيجيري جهوده في المسابقة بالميدالية الذهبية ثم التقيا في بكين 2008 وفازت اليابان 2 / 1.