وسط مديمة أنفِيرْسْ البلجيكيَّة، وتحديدا بقاعة الرياضات Universal Gym، يتواجد 3 رياضيّين من أصول مغربيّة انتزعوا ألقابا محليَّة وقاريَّة ودوليَّة في الكِيكْ بُوكسِينْغ، إذ يتعلّق الأمر بكل من عمر الصالحي وياسين بيطَار ونورالدّين بنموح، وهم شبَّان يصرّون على حمل ألوان العلم الوطنيّ المغربي خلال التظاهرات التي يخوضونها ولا يخفون استعدادهم لتلبيَّة أي مناداة تطالهم من لدن النخبة المغربيّة. عمر الصالحي، وهو البالغ من العمر 27 عاما والمتأصل من الحسيمة رغما عن ازدياده فوق التراب البلجيكي، شرع في ممارسة الكيك بوكسينغ عندما بلغ من سنته ال10، "بدأ ولعي بهذه الرياضة عند مشاهدتي لتدريبات في ناد قرب منزل العائلة، زيادة على تتبعي لبعض أفلام جَانْ كْلُودْ فَانْدَامْ، ومنذ أن قرّرت مزاولتها لا زلت كذلك حتّى اليوم" يقول الصالحي لهسبريس الرياضيَة. الألقاب التي نالها عمر استهلّت منذ نعومة الأظافر ببطولة بلجيكا وبطولة البينُولُوكْسْ، واستمر في مراكمة التتويجات، فكانت آخرها خلال العامين الأخيرَين متمثلة في بطولة أوروبّا لمرّتين متتاليّتين، زيادة على تحقيق الانتصار ببطولتين دوليّتين.. "رغم كلّ هذا أبقى أمارس الكيك بوكسينغ في إطار الهواية المواظب عليها، أحقق فيها ذاتي وأجد بها راحتِي، إلاّ أنِّي لا أعيش بواسطة مردودها المادّي" يقول الصالحي لهسبريس الرياضية ويضيف: "أعتلي الحلبة دائما بالعلم المغربي، تماما كما ألبس ألوانه.. لم أدافع أبدا على الألوان البلجيكيّة رغم سكني هنا، والجميع يقول بأن الصالحي من المغرب". وضمن ذات التصريح للصالحي طالب البطل الرياضي من الشباب المغاربة، بأرض الوطن كما خارجه، أن يفكروا في تنمية قدراتهم ضمن جميع المجالات، سواء كانت بصلة مع الرياضة أو غيرها، وأن يفكروا في ملء وجودهم بالنجاحات.. "هناك أمثلة يجب الإقتداء بها؛ كهشام الكروج و بدر هاري.. عم أبطال كونوا أنفسهم بشكل جيد ورفعوا راية البلد عاليا.. في صغري كان والداي يحرصان على مراقبتي و مطالبتي بممارسة التداريب و التفوق ضمن الدراسة" يقول عمر الذي قال لهسبريس الرياضيَة أيضا: "المغرب بلدي، وهو وطن جميل.. أحرص دائما على زيارته في كل عطلة، إذ أقصد العائلة بكل من الحسيمة و طنجة وكتامة.. نحن هنا من أجل الدراسة والعمل، أما المغرب فهو يجري في دمائنا.. أقول إنّي مغربي حين أكون بالمغرب، وحين التواجد ببلجيكا أكون مغربيا أيضا". ياسين بيطار، وهو الذي يجاور عمر الصالحي في التداريب بذات النادي البلجيكي، ينحدر من طنجة ويعيش ربيعه ال24.. "بدأت ممارسة الكيك بوكسينغ منذ أن كان عمري 14 سنة حين دعاني صديق لذلك، وفي العام 2012 نلت بطولة أوروبّا، وقبلها ب3 سنوات كنت قد انتزعت لقب بطولة دولية أقيمة في دولة التايلاند.. فهذه الرياضة أمارسها في إطار الاحتراف و أنا أعشقها بشدّة" يصرّح ذات الرياضي الذي يلعب رافعا علم المغرب بأوروبا. ضمن ذات التصريح الذي خصّ به بيطار "هسبريس الرياضية" قال فيه إنّه لن ينسى أبدا مباراة هزم خلالها بطريقة عنيفة للغاية.. وعنها يورد ياسين: "كانت خلال سنة 2010 بفرنسا، في إطار التباري على بطولة أوروبا، لقد كان خصمي جزائريا، وهزيمته لي بقيت موشومة في ذاكرتي بطريقة لن أنساها، ذلك أنّها تشجّعني الحين على البذل في التمارين والاجتهاد لأقصى حدّ.. أشتغل حاليا من أجل الفوز ببطولة العالم، لذلك أتمرّن 6 أيّام أسبوعيا". إلى جوار البطلين الصالحي وبيطار يتواجد نور الدين بنموح بUniversal Gym، وهو شاب متأصل من الحسيمة يبلغ سنته ال24.. بدأ نورالدين الكيك بٌوكسِينْغ في العاشرة من العمر بدعوة من أصدقاء له انقطعوا حاليا عن الممارسة بينما لا زلت هو مواظبا.. "فزت لثلاث مرات ببطولة بلجيكا، ومرة واحدة ببطولة أوروبا، بينما توجت مرة أخرى ببطولة منافسة دولية.. أطمح لأكون بطلا للعالم ثلاث أو أربع مرات، على الأقل، وأن أكون كبدر هاري أو مراد، مدربي التركي الذي سبق له أن حاز لقب بطولة العالم لأربع مرات" يقول بنموح لهسبريس الرياضيَة. نفس البطل الذي يلعب تحت راية المغرب لم يفوّت فرصة لقائه مع هسبريس الرياضيَة دون أن يشدّد على حبه للمغرب والمغاربَة، راغبا في تحيَّة معارفه بكل من الحسيمةوطنجة، وزاد: "أوصي الشباب المغربي بالابتعاد عن المخدّرات وعدم الابتعاد عن الدراسة إلى جوار ممارسة الرياضة.. عليهم الحذر كثيرا من الشارع والتشبّث بنصائح العقلاء ابتغاء للنجاحات التي يحتاجها الفرد والمجتمع".