إذا اقترب موعد الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء، فاعلم أن المدرج الشمالي لمركب محمد الخامس، سيشهد حركة غير عادية، أمواج حمراء تنبض عشقا بالوداد، وآلاف الحناجر التي لن تلزم الصمت، وستغني بحب الأحمر والأبيض ساعات قبل المباراة، وحتى إطلاق صافرة نهاية اللقاء. وإذا أُخبِرت أن "الكورفا نورد" تألقت فأبدعت ب"تيفوهات" سحرت العيون، وتناقلت صورها كبريات المواقع العالمية المهتمة ب"الإلتراس"، فاعلم أن عبقرية "الوينرز"، الفصيل المشجع لنادي الوداد، وأعضاءه، الذين سهروا الليالي داخل المركب وخارجه، هم صناعه ومهندسوه. ساعات قبل المباراة يبدأ المد الودادي في تأثيث جنبات المركب، واللون الأحمر يطغى على المشهد، وإذا كان الأحمر هو ما يجمع اللون بالوداد، فلطالما لازمه حتى جمع "الإخوة في الدم" بمدرج "فريميجة"، وربطه بتاريخ الأجداد الذين أراقوا الدماء في سبيل إعلاء اسم النادي لترفع معه راية البلاد. هكذا كان تاريخ الوداد وتلك كانت أفكاره، واليوم هو في أيدي رواد المدرجات بالمغرب، التي وعدت بزعزعة أركان مركب محمد الخامس، تشجيعا ودعما لناديها، أملا في جره من جديد لنصر في الديربي، تليه انتصارات أخرى، تصل بالنادي للبطولة 19 في تاريخه.