من الصعب التسليم بأن مستوى الأداء المحبط للاعب الفرنسي الدولي بول بوغبا، هو السبب أو أحد الأسباب وراء البداية السيئة ليوفنتوس في الموسم الحالي، ولكن كثيرين يرون أن فريق السيدة العجوز يتعين عليه الصبر إلى حين استعادة بوغبا لمستواه العالي المعهود. ولكن المؤكد أن بوغبا يعاني في الموسم الحالي من بعض المواقف التي تشير إلى سوء الحظ، والتي كانت أحدث حلقاتها هي السطو على منزله بعد التعادل السلبي لفريقه مع مضيفه أنتر ميلان في الدوري الإيطالي أمس الأول الأحد. وعاد بوغبا 22 عاما إلى تورينو في ساعة مبكرة من الاثنين ليكتشف سرقة تشكيلة من الساعات والحلي إضافة لمجموعة من أفضل ملابسه. وربما تمت السرقة عندما كان بوغبا على أرضية الملعب في استاد "جوزيبي ميازا" الذي استضاف المباراة أمام الأنتر. ورغم القيمة العاطفية التي تحمله بعض هذه المسروقات بالنسبة إلى النجم الفرنسي الدولي، لن يعاني بوغبا من أي مشاكل مالية لتعويض هذه المسروقات بمقتنيات أخرى في ظل الراتب الكبير الذي يتقاضاه والذي يبلغ 5ر4 مليون يوروا (1ر5 مليون دولار). ولكن بوغبا سيعاني على الأرجح بشكل كبير لاستعادة مستواه العالي الذي جعله أحد أبرز اللاعبين المطلوبين في سوق انتقالات اللاعبين. وكانت بداية الموسم الحالي من أسوأ الفترات في المسيرة الكروية القصيرة لبوغبا حتى الآن، إذ فشل اللاعب في تقديم الأداء المقنع والكافي لانتشال يوفنتوس من العثرة التي يعاني منها هذا الموسم. وقال مارشيلو ليبي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي الفائز بلقب كأس العالم 2006، والذي قاد يوفنتوس إلى الفوز بخمسة ألقاب في الدوري الإيطالي، إن مشكلة بوغبا تتمثل في نقص الخبرة. وقال ليبي، في تصريحات نشرتها صحيفة "توتوسبورت" الإيطالية الاثنين، "لم يعد لدى بوغبا كل من أندريا بيرلو وأرتورو فيدال اللذين انتقلا إلى ناديين آخرين بعدما كانا إلى جواره في الماضي.. والآن، أصبح يتحمل مسؤولية خط وسط الفريق بمفرده ولكنه لا يتحلى بالنضج الكافي حتى الآن". ويقضي بوغبا حاليا موسمه الرابع في صفوف يوفنتوس لكنه أصبح مطالبا بالتأكيد على أنه قائد للفريق خاصة بعدما رفض يوفنتوس عروضا تردد أنها اقتربت من 100 مليون يورو (113 مليون دولار) لضم اللاعب في صيف هذا العام. كما حرص يوفنتوس على منح بوغبا القميص رقم 10 الذي كان يرتديه النجم الأرجنتيني الكبير كارلوس تيفيز قبل عودته للعب في الدوري الأرجنتيني، كما كان يرتديه من قبل كل من النجمين الكبيرين أليساندرو دل بييرو والفرنسي ميشيل بلاتيني ولكن المقارنة كانت مزعجة للغاية. وصعد بوغبا لمرتبة النجوم البارزين في مواسمه الثلاثة الماضية مع يوفنتوس، حيث كان مثالا للحيوية والنشاط والتألق والرؤية الرائعة للعب، كما اتسمت تسديداته بالقوة والمهارة ولكنه أحبط في الموسم الحالي توقعات مشجعي وأنصار يوفنتوس الذين كانوا يرغبون في جعله البطل الجديد لفريق السيدة العجوز. وخلال الشوط الأول من المباراة أمام انتر أمس الأول، ارتكب بوجبا خمسة أخطاء في أول سبع كرات وصلت إليه ولم يلفت الأنظار إليه إلا في كرتين فقط خلال الشوط الثاني لتكون هذه المباراة حلقة جديدة في سلسلة عروضه المتواضعة هذا الموسم. ورغم هذا، لا يزال ماسيميليانو أليغري المدير الفني ليوفنتوس حريصا على الدفه بلاعبه الفرنسي الشاب بشكل منتظم في المباريات، حيث لا تزال لديه الثقة في موهبة بوغبا وينتظر بزوغها مجددا بع فترة الكمون منذ بداية الموسم الحالي. وقال أليغري، في وقت سابق من الموسم الحالي، "عليه أن ينفذ أفكاره وأن يتسم بالهدوء مجددا ويلعب كنجم شاب في الثانية والعشرين لأنه من المناسب والطبيعي أن يفعل هذا.. أصبح على عاتقه قدر كبير من المسؤولية بدرجة يصعب على لاعب في سنه أن يتحملها". وكان ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي، والذي لعب في الماضي ليوفنتوس أيضا، أقل سخاء مع مواطنه بوغبا، حيث حرص في وقت سابق من الشهر الحالي على الإشارة بوضوح لسقطات ومشاكل اللاعب الشاب. وقال ديشان: "يستطيع بوغبا تقديم الأداء الفني الذي يوقظ المشجعين.. ليست لدي مشكلة بهذا الشأن ولكن يجب أن يتزامن هذا مع الفعالية في الأداء". واضاف: "هذه ليست الحالة دائما لا أريده أن يتوقف عن تقديم ما يقدمه، يصنع الكثير من الفرص، وإذا نجح في تطوير شيء ما، ستكون هذه الفرص أكثر فعالية". ورغم الكابوس الذي يعيشه يوفنتوس في رحلة الدفاع عن لقبه بالدوري الإيطالي، حيث يحتل الآن المركز الرابع عشر في جدول المسابقة، تبدو مسيرة الفريق أفضل كثيرا في دوري أبطال أوروبا، حيث حقق الفوز في المباراتين اللتين خاضهما حتى الآن في مجموعته بالدور الأول للبطولة ويبحث عن الانتصار الثالث من خلال مباراته الثالثة في المجموعة الأربعاء أمام بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني. وينتظر أن تكون مباراة الغد الفرصة التالية أمام بوغبا للسطوع، ولهذا، أكد جوزيبي ماروتا مدير عام نادي يوفنتوس على ثقة النادي حاليا في اللاعب الفرنسي. وقال ماروتا: "أضفنا عليه مزيدا من المسؤوليات وعليه أن يتفهم ما يعنيه أن يكون قائدا للفريق.. ولد بوغبا في 1993 ومستواه يتحسن من مباراة لأخرى".