أول ما يستوقفك قبل أن تطأ قدماك عتبة الفندق الذي احتضن الجمع العام للرجاء مساء أمس الأربعاء، هي الحراسة الأمنية المشددة المفروضة على كل والج لقاعة ندوات الفندق، والتي بلغ عددها أكثر من خمس حواجز أمنية خاصة، تطالبك برؤية اعتماد حضورك للجمع العام، والرقم المخصص لك، وإلا لن يسمح لك أبدا حتى بالبقاء بمحيط الفندق. تشدد أمني لم يسبق أن شوهد في أحد الجموع العامة التي تقام بالعاصمة الاقتصادية، لكنه لم يمنع أفراد من جماهير الرجاء البيضاوي، من التعبير عن رأيها بخصوص مستشار الرئيس سعيد البوصيري، الذي تلقى نقدا لاذعا من الجماهير التي حضرت، وطالبت في ظرفية وجيزة في غفلة عن رجال الأمن الخاص المتواجدين بالمكان، بإبعاد البوصيري عن القلعة االفريق، معتبرينه أساس المشاكل وتعثر النادي. بعد ترك الفضاء الخارجي للفندق وولوج عتبة قاعة الندوات المخصصة للجمع العام لفريق الرجاء البيضاوي، تجد جموع غفيرة من الصحفيين والمصورين الذين فاق عددهم عدد المنخرطين، في قاعة بلغ حضورها أكثر من 150 شخصا، وغاب عنها مكيف للهواء أو حضر بشكل متقطع، مما جعل الحضور يتصبب عرقا خلال ثلاث ساعات متواصلة من أشغال الجمع. أشغال عرفت العديد من المداخلات لمنخرطي الرجاء، لكن مداخلة أحد المنخرطين لم ترق المشرف العام للنادي، يوسف روسي، الذي عبر عن غضبه لحظة انتهاء الجمع من كلمات المنخرط الذي تلاها أمام الحضور، بعدما انتقده المنخرط معتبرا أن روسي "لا سلطة له على فريق الأمل"، ما أجج غضب اللاعب الدولي السابق، وعبر عن عدم رضاه للمنخرط الذي لم يرقه رد فعل روسي وأجابه "إلى معجباتكش هضرتي كنتي تهز لميكروفون أو تجاوبني تما ماشي دابا". جمع عام الرجاء لم يكن رجاويا 100 بالمائة، بل عرف حضور أفراد من الغريم التقليدي للوداد الرياضي ببهو الفندق، والذين لم يتوقفوا عن سؤال أي والج أو مغادر لقاعة الجمع عن مجرياته وأطواره، وما إذا كانت الأجواء إيجابية أو سلبية، وهل بالفعل بودريقة قام بتقديم استقالته، حيث لم يغادروا قاعة الفندق إلا بعد حصولهم على جميع الاسئلة التي طرحوها على حضور الجمع.