ساعات قليلة بعد الإعلان عن شكوك كبيرة في ملف استضافة جنوب إفريقيا لمونديال 2010، إثر الاتهامات الموّجهة لاتحاد كرة القدم هناك بدفع رشاوى لتسهيل الحصول على شرف التنظيم والتفوّق على المغرب، ظهر اسم هذا الأخير كطرف في دفع الرشاوى بقضية الفساد التي هزت أركان الفيفا. اسم المغرب لم يقتصر على محاولته دفع رشوة لنائب رئيس الفيفا السابق جاك وارنر بقيمة مليون دولار لأجل تنظيم كأس العالم 2010، وذلك في عام 2004 الذي شهد إعلان اسم البلد المنظم للنهائيات، حسب ما نشرته نيويورك تايمز، بل إن قصة المغرب مع الرشوة في هذه القضية التي كشفها القضاء الأمريكي، تعود إلى عام 1992، أي العام الذي شهد إعلان نتيجة سباق تنظيم كأس العالم 1998 بين المغرب وسويسرا وفرنسا. ووفق ما نشرته جريدة "لوفيغارو" الفرنسية نقلًا عن وثائق القضاء الأمريكي، واعتمادًا على شهادات شوك بليزر، الكاتب العام لمنظمة الكونكاكاف سابقًا، فأشهر قليلة قبل إجراء التصويت بين البلدان الثلاثة عام 1992، سافر شوك بليزر مع عضو نافذ من الفيفا، يُعتقد أنه جاك وارنر، إلى المغرب، إثر دعوة من اللجنة المغربية التي سهرت على طلب تنظيم كأس العام 1998. وتزيد الوثائق أن مسؤولًا من اللجنة المغربية عرض رشوة على العضو الذي كان يرافق شوك بليزر، والذي كان يشغل مناصب عليا في اتحاد الكونكاكاف والفيفا، وذلك لأجل أن يصوّت على المغرب داخل اللجنة التنفيذية التي يُعهد لها باختيار منظم كأس العالم، وهو ما قبله هذا العضو النافذ الذي لم تأتِ الوثيقة على ذكر اسمه. بعد هذا السفر، طلب هذا العضو النافذ من شوك بليزر أن يتواصل مع بعض الأعضاء من اللجنة المغربية بغية التأكد من مصير ذلك المقابل المادي، وقد قام شوك بليزر بنقاش هذا الأمر مع ممثلين للجنة الترشيح المغربية أكثر من مرة، ومن بين الطرق التي اعتمدها للتواصل معهم، هاتف مكاتب الكونكاكاف بنيويوك. وتزيد هذه الوثائق، أن الأمر هنا لا يتعلّق بمحاولة إرشاء، إذ إن مسؤول الفيفا الذي لم يُكشف عن اسمه، تسلّم فعلًا المقابل المادي من المسؤول المغربي، غير أن ذلك لم يشفع للملف المغربي بأن يتفوّق على نظيره الفرنسي، إذ أعلنت النتائج النهائية عن فوز فرنسا بالتنظيم نتيجة 12 صوتًا مقابل سبعة أصوات للمغرب، وصفر صوت لسويسرا. لماذا الشكّ في اسم جاك وارنر، الرئيس السابق للكونكاكاف (اتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي) ما بين 1990 و 2011؟ لأن وثيقة أخرى صادرة عن الفيفا، بيّنت أن هذا الرجل الذي تمّ اعتقاله أمس من طرف شرطة بلاده ترينيداد وتوباغو، كان هو من سافر إلى المغرب عام 1992 رفقة شوك بليزر. تضيف صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية. الوثائق التي كشف عنها القضاء الأمريكي، تُدين وارنر بممارسة نفوذه داخل الفيفا من أجل مصالحه الشخصية، إذ إنه متهم ب قبول رشاوى لها علاقة بمنصبه الكروي لأجل التدخل في اختيار البلدين المنظمين لكأس العالم عامي 1998 و 2010، خاصة وأن وارنر، كان قد أكد في حوار سابق مع مجلة جون أفريك، أنه صوّت على المغرب عام 1992.