زعمت التحقيقات التي باشرتها وزارة العدل الأمريكية والتي تسببت في الإطاحة بكبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تورط المغرب في تقديم رشوة لكسب تنظيم كأس العالم 1998 الذي نظمته فرنسا. وكشفت وثيقة من 35 صفحة لوزارة العدل الأمريكية، تشمل تفاصيل التحقيق مع العضو السابق في «الفيفا» بين 1996 و2013 والرئيس السابق لمنطقة «الكونكاكاف»، الأمريكي تشوك بلايزر، أن المغرب قدم رشوة تبلغ قيمتها مليون دولار لأحد أعضاء «الفيفا»، مقابل منح صوته للمغرب على حساب فرنسا للفوز بشرف تنظيم مونديال 1998. وتشير الوثيقة التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، إلى أن بلايزر سافر إلى المغرب سنة 1992 قبل أشهر من موعد اختيار البلد المنظم لكأس العالم، مرفوقا بعضو آخر في «الفيفا» و»الكونكاكاف» لم يتم الكشف عن اسمه، غير أن جميع التفاصيل الواردة في التحقيقات تؤكد أن الأمر يتعلق بالعضو جاك وارنر، الذي تم توقيفه للتحقيق معه في اتهامات موجهة إليه بتلقي العديد من الرشاوى، والذي ترأس منطقة «الكونكاكاف» بين 1990 و2011. وتقول الوثيقة: «عند الوصول إلى المغرب، كان بلايزر حاضرا برفقة وارنر، وعندها اقترح أحد المسؤولين عن الملف المغربي لتنظيم كأس العالم رشوة على العضو المذكور، الذي قبل العرض وأعطى وعدا بمنح صوته للمغرب». وأكد بلايزر في التحقيقات التي باشرتها معه وزارة العدل الأمريكية أن العضو المذكور (يقصد وارنر) طلب منه التواصل مع المسؤولين المغاربة بعد مغادرة المغرب، من أجل استفسارهم عن موعد إرسال المبلغ المتفق عليه. وربط بلايزر اتصاله بالمسؤولين المغاربة في أكثر من مرة للتحدث حول الموضوع، من خلال الأرقام الهاتفية لمقر «الكونكاكاف» الموجود في نيويورك، وتم فعلا التوصل بالمبلغ المالي المتفق عليه وصوت لصالح المغرب، غير أن فرنسا فازت بشرف تنظيم المونديال في الثاني من يوليوز من عام 1992 ب 12 صوت مقابل 7 أصوات حصل عليها المغرب. وأكد بلايزر أن وارنر ازداد نفوذه واستغل منصبه لخدمة مصالحه، وأنه طلب في أكثر من مرة الحصول على رشاوى من عدة جهات، من ضمنها رشاوى تلقاها لمنح صوته لبلد معين لتنظيم كأس العالم.