كشفت تحرّيات مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكية FBI عن تلاعبات ورشاوى يقودها مسؤولون كبار في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، ما دفع المدعي العام الأمريكي إلى إيقاف 14 مسؤولا في الفيفا. وبيّنت التحقيقات أن المغرب قد ورد اسمه في تقرير المدعي العام الأمريكي، لكن ليس كضحية للتلاعب وإنما بصفته متورطا في محاولة تقديم رشوة للحصول على الأصوات ودعم ملف ترشحه لكأس العالم سنة 2010 والتي أقيمت في جنوب إفريقيا. تحقيقات المدعي العام الأمريكي كشفت أن المغرب خاضسنة 2004 سباقا محموما ضد جنوب إفريقيا بالأساس من أجل شراء صوت ترينيداد طوباغو، حيث عرض المغرب على مسؤول في الكونككاف (كونفدرالية كرة القدم في أمريكا الشمالية والكراييب) رشوة بقيمة مليون دولار للتصويت لصالح المغرب إلا أن عرض المغرب لم يرق لجاك وارنر الرئيس السابق ل "الكونكاكاف" الذي ولى وجهه صوب جنوب إفريقيا من أجل عرض مغر قيمته 10 مليون دولار للتصويت لصالحها، وبالفعل فقد كان صوت ترينيداد طوباغو الدولة العضو في "الكونككاف" هو الحاسم في فوز جنوب إفريقيا بتنظيم كأس العالم لسنة 2010. وقدمت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية تفاصيل أوفى عن الاتصالات التي أجراها مسؤول من اللجنة المكلفة بملف ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم 2010 مع جاك وارنر الرئيس السابق لكونفدرالية كرة القدم في أمريكا الشمالية والكراييب، والذي زار المغرب خلال سنة 2004 والتقى بمسؤولين مغاربة أشرفوا على ملف ترشح المغرب لكأس العالم لسنة 2010، وعرضوا عليه مبلغ مليون دولار للحصول على دعمه، يقول المصدر ذاته. بعدها ستتواصل الاتصالات الهاتفية بين وارنر الذي شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى غاية سنة 2011 حيث تمت إقالته لتهمة تلقي الرشوة وبين المسؤولين المغاربة، قبل أن تدخل جنوب إفريقيا على الخط بعد أن علمت أن وارنر يعرض صوته للبيع وتقدم له رشوة بقيمة 10 مليون دولار. وكشفت التحقيقات على أن جنوب إفريقيا قامت بدفع الرشوة لمسؤول الفيفا على ثلاث دفعات خلال سنة 2008 من بنك في سويسرا إلى بنك أمريكا، وبأن المسؤول الكروي بقي على اتصال مع اتحاد كرة القدم في جنوب إفريقيا إلى غاية سنة 2010، بل إنه قام بالعديد من الزيارات إلى الدولة المذكورة.