أصبح المغرب أمام فرصة ذهبية لتعويض الأموال الطائلة التي أُنفقت على الدعايا والتجهيزات اللازمة لملف الترشح لاستضافة مونديال 2010، الذي نظمته جنوب إفريقيا. وسيكون بمقدور المغرب استعادة أموال الاي صرفها على تحضيراته لملف ترشحه لكأس العالم 2010، وذلك بعد أن تبين رسمياً تورط بلاد "البافانا بافانا" في دفع رشاوي لأعضاء بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لمنحهم هذا الشرف، قدرت ب 10 ملايين دولار. وتنص لوائح وقوانين، على أن الدول التي كانت مُرشحة لاستضافة الحدث ذاته ومن بينها المغرب سيكون من حقها مطالبة "الفيفا" بتعويضات ضخمة من الأموال، باعتبارها تضررت نتيجة للخسائر المعنوية والمالية التي تكبدتها، نظير الخسارة غير العادلة في سباق الترشح لاستضافة مونديال 2010، لكن ذلك سيتوقف على مدى قدرة وحنكة المسؤولين المغاربة في إدارة الملف، إن هم أرادوا الدخول في هذا الصراع القانوني مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA). وكانت السلطات السويسرية قد ألقت يوم أمس على 6 مسؤولين بالفيفا، ليس من بينهم الرئيس جوزيف بلاتر، بتهمة تلقيهم رشاوي على خلفية فوز جنوب أفريقيا بشرف استضافة مونديال 2010. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إفي بي آي) أقد كشف ن الحكومة الجنوب أفريقية وعدت بدفع عشرة ملايين يورو إلى نائب رئيس الفيفا في ذلك الحين، جاك وارنر، ولمسئولين اثنين كبيرين آخرين بالاتحاد الدولي، كي يصوتوا لجنوب أفريقيا من أجل تنظيم المونديال. ونفى الاتحاد الجنوب الأفريقي لكرة القدم اليوم الخميس أن تكون سلطات البلد قد دفعت رشوة إلى مسئولي الاتحاد الدولي (فيفا)، كي تفوز جنوب أفريقيا باستضافة مونديال 2010. وقال المتحدث باسم الاتحاد الجنوب أفريقي، دومينيك تشيمافي، في تصريحات عبر الهاتف لوكالة (إفي) "نعيد التأكيد على أننا قمنا بالعملية كلها بنزاهة. سيتضح أن الاتهامات باطلة". وتفوقت جنوب أفريقيا عام 2004 على المغرب برصيد 14 صوتا مقابل عشرة، في التصويت النهائي على اختيار البلد المنظم لمونديال 2010. وطالبت المعارضة والعديد من قطاعات المجتمع المدني توضيحات من الحكومة بشأن الفضيحة، التي تهز صورة النجاح الذي تحقق في كأس العالم عام 2010، الذي يمثل واحدا من أهم الإنجازات في تاريخ جنوب أفريقيا. وكانت أصوات وارنر والمسئولين الكبيرين الآخرين اللذين يفترض حصولهما على الرشوة -واللذين يؤكد (إف بي آي) أنهما حصلا على نسبة ضئيلة من الملايين العشرة التي دفعتها جنوب أفريقيا- حاسمة في النتيجة النهائية. ويشير التحقيق الأمريكي إلى أن دفع هذا المبلغ جاء عبر خصمه من إحدى الحصص التي كان يرسلها الفيفا إلى جنوب أفريقيا لتمويل تنظيم البطولة، لعدم استطاعة حكومة البلاد استخدام المال العام مباشرة في دفع الرشوة. واعتقل وارنر و13 شخصية أخرى بالفيفا ومن شركات متعاونة مع الاتحاد الدولي أمس في سويسرا ومناطق أخرى من العالم، وقد يتم تسليمهم إلى الولاياتالمتحدة.