على امتدادا 58 سنة ومن أصل 30 نسخة لكأس الأمم الإفريقية، باحتساب دورة غينيا الاستوائية التي تجرى في الفترة ما بين السابع عشر يناير والثامن من فبراير، شارك المنتخب الوطني المغربي في 15 دورة، تألق في بعضها في حين أن كثير من الدورات الأخرى عرفت خروجه صاغرا من الأدوار الأولى. تألق النخبة الوطنية ولو نادرا في أكبر تظاهرة كروية إفريقية كان نابعا من تألق مجموعة من الأسماء، التي أسمعت زئير أسود الأطلس في الأدغال الإفريقية، وارتقت لمصاف أحسن اللاعبين في القارة السمراء، إذ ورغم تعاقب الأجيال إلا أن النخبة الوطنية دائما ما ضمت بين صفوفها أسماء تفوقت على نجوم آخرين من مدارس كروية عتيدة. "هسبريس الرياضية" استقت آراء لاعبين دوليين سابقين ومدربين مغاربة، من أجل حصر قائمة تضم أبرز الوجوه المغربية التي تألقت وأبدعت طيلة الدورات الخمسة عشرة السابقة من العرس الإفريقي، منذ الإنجاز الوحيد سنة 1976 بأديس أبابا مرورا بجيل الثمانينيات والتسعينيات وصولا إلى جيل القرن الجديد. أحمد فراس و"بابا" أجمع كثيرون أن الثنائي أحمد فراس، وأحمد مجروح "بابا"، كانا أبرز الأسماء المغربية خلال سبعينيات القرن الماضي، واللذان سطعا في نهائيات أول دورة إفريقية يفوز بها المنتخب سنة 1976 بأديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، عقب التعادل مع المنتخب الغيني في آخر مباراة. فراس، الابن البار لمدينة المحمدية، وصاحب أول كرة ذهبية إفريقية يفوز بها لاعب مغربي وعربي سنة 1975، كان وسيظل أحد أبرز المهاجمين الذي حملوا قميص المنتخب الوطني، حيث كان يربطه عقد مفتوح مع المرمى ليزوره متى شاء، إذ دائما ما أبى إلا أن يبصم اسمه في جميع التظاهرات العربية والإفريقية والعالمية التي يشارك فيها المنتخب. أما "بابا" صخرة دفاع الفريق الوطني، فقد وقع على أحد أغلى الأهداف في تاريخ كرة القدم الوطنية، والذي أهدى الكأس القارية ل"أسود الأطلس"، في مرحلة كان لا يسجل فيها المدافعون إلا نادرا، دون نسيان أسماء أخرى ستبقى خالدة في تلك المرحلة مثل الهزاز، أحرضان، التازي والزهراوي.. بودربالة، الزاكي والرفاق.. نصل إلى جيل الثمانينيات، الذي دشن أزهى فترات كرة القدم الوطنية على مر التاريخ عالميا وقاريا، كيف لا والمنتخب بلغ المربع الذهبي في دورات 1980، 1986 و1988 من "الكان"، حيث كان معززا بترسانة من اللاعبين المتمرسين، داخل الدوري المغربي. بودربالة، الزئبق، الأسد في وسط ميدان وهجوم المنتخب المغربي وبشهادة غالبية الممارسين حينها، كان أفضل عنصر مؤثر داخل النخبة الوطنية في الكؤوس القارية، مساندا بكتيبة من اللاعبين الكبار، في مقدمتهم بادو الزاكي الحائز على الكرة الذهبية سنة 1986، دون إغفال محمد التيمومي الذي نال الجائزة أيضا سنة 1985، إضافة لميري كريمو، سي بابا، البويحياوي ولبيض.. مصطفى حجي والنيبت ومن بين الأسماء التي ستظل راسخة في ذهن الشارع الكروي المغربي المدافع وعميد المنتخب لسنوات طويلة، نور الدين النيبت، الذي قاد المنتخب المغربي في عدد من نسخ "الكان" ونصب نفسه في خانة المدافعين العظماء في تاريخ الكرة المغربية، نظرا لقتاليته وصلابته اللذان بثا الاطمئنان في قلب الفريق في مجموعة من المباريات الصعبة في الكؤوس القارية. وإلى جانب النيبت، نجد مصطفى حجي، صاحب آخر كرة ذهبية يفوز بها لاعب مغربي سنة 1998، بعد تألق لافت رفقة المنتخب في نهائيات كأس العالم لنفس السنة وأيضا في نهائيات كأس الأمم لسنة 1998 ببوركينافاسو التي شهدت أحد أروع الأهداف في تاريخ كأس الأمم بعد "مِقصّيته" في شباك المنتخب المصري. الشماخ وحجي "الصُّغَيّر" ومن بين آخر من أدخل نوعا من البهجة على نفوس المغاربة في السنوات العشر الماضية وبصم على أداء مميز خلال دورات من "الكان"، هناك الثنائي يوسف حجي ومروان الشماخ اللذان كانا حاضرين ضمن جيل جديد من اللاعبين الذي تألقوا خلال نسخة 2004 بتونس إلى جانب أسماء آخرين مثل المختاري والزاييري. الثنائي المذكور ورغم تألقهما في عدد من الدورات التي تلت بلوغ المباراة النهائية لدورة تونس، رغم الخروج المتكرر من الدور الأول، إلا أن مجموعة من الآراء نبهت إلى ضرورة الإشارة إلى اسم كان قادما بقوة، لولا الإصابة، وهو سفيان العلودي الذي أكد على انطلاقة قوية في مباراة لم يكملها أمام ناميبيا بعد هذه شباكها ثلاث مرات، قبل أن يخرج مضطرا بسبب الإصابة التي أثرت كثيرا على مشواره الكروي.