قتل المحللون طلب المغرب تأجيل تنظيم منافسات كأس إفريقيا للأمم، ال CAN، درسا وتخمينات وتحليلات من النواحي الصحية والاقتصادية والرياضية والسياحية، فلم يتبق سوى الجانب الشرعي في قرار الحكومة تأجيل "الكان"، وهو ما تطرق إليه شيخ وداعية مغربي. الشيخ فؤاد الشمالي اعتبر، ضمن مقطع فيديو بثه أخيرا ضمن سلسلة دروسه الدينية، أن رفض المغرب تنظيم كأس إفريقيا لكرة القدم يوافق القرآن الكريم والسنة النبوية، مستدلا بعدد من النصوص الدينية التي تؤكد على ضرورة النأي بالنفس من الأوبئة والطواعين القاتلة. وقال الداعية الشاب إن داء "إيبولا" طاعون من الطواعين المنتشرة، وله أحكام وضوابط شرعية يلزم إتباعها، مبرزا أن "الذين قرروا تأجيل تنظيم منافسات الكأس الإفريقية خوفا من وصول داء "إيبولا" إلى المغرب، قد وافقوا واتبعوا تلك الضوابط والأحكام الشرعية". وأكد الشمالي أنه يحرم على المسلمين الدخول إلى أرض فيها وباء، كما يحرم عليهم أيضا الخروج من أرض نزل بها وباء، مستدلا بقول الرسول "الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه". وتابع المتحدث أن هذا الدليل من السنة النبوية يبرز أنه "لا يجوز لإخواننا في إفريقيا أن يخرجوا من أرضهم التي فيها داء "إيبولا"، ولا يجوز لمن لم يبتلهم الله بعد بهذا الوباء أن يقتحموا المناطق التي ليس فيها المرض، فالإقدام على ذلك يعتبر حراما شرعا". واسترسل الشيخ أن الشرع أمرنا بأن نحرص على أرواحنا، لأن الدين جاء لحفظ الكليات الخمس، ومنها النفس بدليل قول الله "ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة وأحسنوا"، موردا في هذا السياق قصة الخليفة الراشد الثاني، عمر بن الخطاب، وقراره عدم دخول قرية فيها طاعون. وتتلخص قصة عمر بن الخطاب في كونه كان مسافرا إلى أرض، وبعد أن قطع مسافة طويلة رفقة عدد من الصحابة، تم إخباره بأن تلك القرية فيها وباء، فاتخذ قرارا يوافق الشرع في حماية صحة المسلمين، وقال قولته الشهيرة "نفر من قدر الله إلى قدر الله". وخلص الشمالي إلى أن قرار الحكومة المغربية بطلب تأجيل "الكان" بسبب إيبولا، يوافق كتاب الله وسنة رسوله"، موضحا أنه "لو أن العكس هو الذي حصل لقلنا إنه "قرار غير صائب يصب ضد مصلحة هذا الوطن الحبيب" وفق تعبير الشيخ الشاب.