لم تكن يوما إسبانيا من الدول العظمى والمؤثرة في العالم، ولا من البلدان التي تحتل أخبارها شاشات التلفزيونات العالمية وصفحات الجرائد الكبرى، لكنها في مرتين من كل سنة على أقل تقدير، تستقطب أنظار سكان المعمورة لمتابعة مباراة كرة القدم بين قطبيها الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، اللذان تحولت مواجهتهما من مجرد مقابلة رياضية، إلى حدث كروي يحقق أعلى نسب المشاهدة في العالم. المواجهة بين الفريق الكتلوني ونظيره الملكي خرجت منذ سنوات التسعينات من محيطها الإسباني لتصبح قضية دولية، كل سكان العالم طرف فيها، حيث بات في كل دولة جمهور ينقسم بين عاشق لبرشلونة ومشجع لريال مدريد، حتى بات هذا الحدث الكروي يطلق عليه إسم " كلاسيكو" الأرض. عالمية الكلاسيكو بدأت عندما صار كلا الفريقين يتسابقان إلى تزويد صفوفهما بأشهر نجوم العالم من كل القرات، وأقوى اللاعبين، ما جعل الجدية والمنافسة تعطي طعما خاص للمباريات التي تجمع "الأبيض" ب "البلوغرانة" سواء بالدوري المحلي أو المنافسات الأوروبية. الكلاسيكو الحدث الكروي الأول بالهند تعد الهند من الدول التي لا تملك فيها كرة القدم شعبية مقارنة برياضة الهوكي و الكركيت، ما يجعل الدوري المحلي لكرة القدم جد مهمل، وما يشبع شغف الهنود العاشقين للساحرة المستديرة هو موعد الكلاسيكو، حيث يتجمع الصغار والكبار في شوارع المدن الكبرى، لمشاهدة المباراة عبر شاشات صغيرة، تروي ضمأ محبي كرة القدم بلحظات من الفرجة. لا شيئ يساوي الكرة اللاتينية سوى الكلاسيكو الإسباني في الأرجنتين والبرازيل حيث كرة القدم تعد ثقافة متجدرة، يحتل الكلاسيكو الإسباني مكانة كبيرة، السبب الأول أن هذه المباراة بالتحديد تقدم لعشاق الساحرة المستديرة هناك، حصة من المتعة أشبه بما عودهم عليه أساطيرهم الكروية، أما السبب الثاني فيعود إلى أن الكلاسيكو يعرف مشاركة لاعبين ينتمون إلى هذين البلدين. التعصب البرشلوني- المدريدي في المغرب نحن، وأنتم. هكذا يتواصل المغاربة فيما بينهم يوم الكلاسيكو حيث يتوعد كل طرف الآخر، بأنه سيسحقه نتيجتا وأداءا، التعصب تجاه الفريقين الإسبانيين بالمغرب، يعود أولا إلى القرب الجغرافي وثانيا، إلى غياب الفرجة والمتعة بالبطولة الوطنية، ما يجعل المغاربة يحسون بالإنتماء إلى إسبانيا كرويا أكثر من انتمائم لبطولة تحمل فقط من الاسم "احترافية".