برشلونة فريق لمن أحب أو كره ولمن اقتنع أو خالف، هو فريق كبير وزهرة في بستان عالم كرة القدم فالتنافس الرياضي والكروي حتى وإن كنت أتكلم بلسان مدريدي لا يعني إنكار ما يقدمه هذا العملاق الكتلوني يقدم لمحبي المستديرة الكثير من الفن والمتعة وخسارته ستكون خسارة للجميع. نعم برشلونة أخطأ، لكن لا يمكن أن يعاقب النادي كأي نادٍ آخر، وسأضرب مثلاً على طالب خلوق طوال العام الدراسي واجتهاده أدر على باقي زملائه بالفائدة فمنهم من أخذوه قدوة ومنهم من استفادوا من علمه ومنهم من ضاعفوا مجهوداتهم لمنافسته على الترتيب، وفي يوم من الأيام أخطأ هذا الطالب فهل يعاقب كأي طالب مهمل لم يقدم شيئاً، أليس من المفترض مسامحة ذلك الطالب الخلوق أو على الأقل التخفيف في عقوبته. كرة القدم الآن بوجود برشلونة مثل مسلسل مكسيكي أو تركي لا ينتهي، وغياب أحدهما سيفسد هذا المسلسل الجميل، فالتعصب البريء الذي نراه ونقرأه فيما بيننا لو مذاقه الخاص، والحزن والفرحة بعد كل خسارة وانتصار لهما رونق خاص يختلف عن أي منافسة أخرى، المنافسة بين ميسي ورونالدو وما يتخللها من جدل لا ينتهي هي متعة بحد ذاتها، والإشاعات الصحفية حول اللاعبين والخلافات هي بمثابة التسالي اليومية، فهل نحن حقاً مستعدون للتخلي عن ربع أو ربما نصف ما يملأ حياتنا وتفكيرنا، هل كل منا جاهز لأن لا يرى صديقه الذي يلبس الزي البرشلوني في المقهى ليلة الكلاسيكو وهو يشجع ويستفز وربما تتشاجران وينتهي الخصام بالأحضان بعد ساعات أو أيام..؟ أحقاً تريد أن تدخل إلى حسابك في الفيس بوك وتويتر ولا ترى رسالة من صديقك عن خبر لبرشلونة أو الريال..؟ هل حقاً نريد أن يصبح الدوري الاسباني مثل الألماني ينتهي لمصلحة البايرن قبل 10 جولات من نهايته..؟ نعم برشلونة أخطأ، لكنه هو ذلك الطالب المجتهد القدوة للملايين من المشجعين حول العالم، هو الفريق الذي قدم في حقبته الذهبية روايات شكسبيرية من الفن، هو من قدم لكرة القدم أساطير أدرت على الفيفا بمئات الملايين من الدولارات من خلال الإعلانات والحملات التسويقية، وهو من جعل كرة القدم أكثر شعبية يا بلاتر وكان الوحيد الذي اخترق قلوب الجنس الناعم، فبتنا نسمع أصواتهن يهتفن لميسي ورونالدو وبرشلونة والريال، تذكر يا فيفا جيداً أنه لكل جواد كبوة ولا يمكن معاقبة الجواد على خطأ وحيد بعدنا خدمك لسنوات بالكاد تعد وتحصى، ومحاولة إنهاء حقبة برشلونة الذهبية بهذه الطريقة أمر مشين ومؤلم. وأخيراً رسالة للجماهير البرشلونية أعتقد أنها ستكون محاولة فاشلة لإنهاء حقبة ذهبية استمرت طويلاً، فالبرسا نظرياً ليس بحاجة سوى إلى مدافع، فها هو الآن وبالتشكيلة الموجودة ما زال ينافس على جميع الأصعدة، فماذا يمكن أن يختلف حتى صيف عام 2015..؟!.