"إذا كانت اسبانيا قد استدعت منير الحدادي، اللاعب ذو الأصول المغربية، والده من مدينة الفنيدق وأمه المغربية من مليلية، إلى المنتخب الاسباني الأول، فإنه ليس فقط لسحب البساط من المغرب، بل لأسباب عديدة أخرى"، هكذا قدمت صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية تحليلها لخلفيات ضم منير إلى "لاروخا". العامل الرئيس الأول، وفق "فرانس فوتبول"، يتمثل في كون اللاعب منير الحدادي يفضل اللعب في اسبانيا على ارتداء الألوان المغربية، وهو ما أثار استياء المغرب الذي قام بكل شيء لاستدراج منير إلى مرماه، دون أن يستطيع الفوز بخدمات اللاعب الشاب". وتابعت الجريدة بأنه إذا كان منير قد أعرب في البدء عن استجابته لأي عرض قد يأتيه من النخبة المغربية، باعتباره يحمل الجنسيتين المغربية والاسبانية، فإن ذلك الباب سرعان ما أغلق في وجه المغاربة رغم اتصال سعيد شيبا، المدرب المساعد، بأسرة الحدادي، وحضور وزير الرياضة، محمد أوزين، لمباراة البارسا ضد إلشي. وذكرت الصحيفة المتخصصة أنه في أواخر شهر غشت المنصرم، لم يستدع بادو الزاكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، منير الحدادي ضمن لائحة اللاعبين ال23 لمواجهة قطر وليبيا، معزيا ذلك إلى عدم رغبته في وضع الضغط على أكتاف اللاعب الشاب. اسبانيا لم تقطع العشب "هل أضاع المغرب فرصة الحصول على خدمات لاعب موهوب مثل منير الحدادي لفائدة اسبانيا"..سؤال أجابت عنه "فرانس فوتبول" بالإيجاب، وأوردت رأي ألبير سيلاديس، مدرب منتخب الأمل الاسباني في تصريحاته لإذاعة "كادينا سير"، حيث أكد أن استدعاء منير للمنتخب الاسباني لم يكن لقطع العشب من تحت أرجل المغاربة". وتابع المدرب الاسباني قوله " ليس هناك أي تواطؤ أو مؤامرة من طرف اسبانيا ضد المغرب في موضوع ضم منير الحدادي إلى منتخب الكبار"، مردفا أنه "تحدث بنفسه للاعب المغربي الذي أكد له أن حلمه كان حمل القميص الاسباني"، قبل أن يؤكد أن منير كان يتواجد في أجندتنا الخاصة منذ مدة". الحدادي بنفسه لم يتردد في إظهار ميوله ورغبته اللعب مع الاسبان وليس مع المغاربة، حيث صرح بالقول "عندما تم استدعائي للعب مع المنتخب الاسباني ظل فاغرا فاه من شدة المفاجأة، مضيفا أن حلمه اللعب في المنتخب الاسباني تحول إلى حقيقة، وأن مجرد اللعب في هذا الفريق مدعاة للفخر والسعادة" على حد تعبيره. وأوردت الصحيفة الفرنسية ذاتها ما اعتبرته عوامل حاسمة في ضم الحدادي إلى المنتخب الاسباني، منها أن منتخب "لاروخا" يريد الحصول على مهاجم هداف بأي ثمن، في ظل تراجع مستوى هدافين كبار من قبيل دافيد فيا وطوريس ودييغو كوسطا الذي لم يظهر بعد مستويات كبيرة مع الاسبان، فلجأ ديل بوسكي سريعا إلى منير الحادي بعد تألقه مع البارسا. واسترسلت الصحيفة بأنه عدا العوامل السابقة التي حسمت ميول اللاعب منير الحدادي إلى الوجهة الاسبانية، هناك سبب آخر لا يقل أهمية متمثلا في كون الموهبة ليس لها سن، مستدلة بلاعبين تم ضمهم إلى المنتخب الاسباني وهم صغار السن، من بينهم اللاعب بويان كركيتش..