على الرغم من أن المملكة المتحدة تتخبط في مكافحتها لفيروس كورونا المستجد الذي أودى حتى صباح الثلاثاء بحياة أكثر من 1400 بريطاني من أصل أكثر من 22 ألف إصابة، كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن سيناريوهات محتملة لعودة الدوري الممتاز لكرة القدم، أبرزها المعسكرات المغلقة وإكمال الموسم على ملاعب محايدة بدون جمهور. وبعد أن اتخذ في منتصف مارس قرار تعليق الأنشطة الكروية حتى الرابع من أبريل بسبب فيروس "كوفيد-19"، قرر مسؤولو كرة القدم الانكليزية تمديد فترة التوقف حتى 30 أبريل المقبل، وهم سيجتمعون الجمعة لتحديد الخطوة التالية. وبدأت ترتفع أصوات متناقضة بخصوص الخطوة التالية التي يجب اتخاذها، حيث طلب البعض بإلغاء الموسم في حال استحالة استكماله بنهاية يونيو، فيما رأى آخرون وجوب منح ليفربول اللقب الذي طال انتظاره منذ ثلاثين عاما، في حال اتخذ قرار التوقف نهائيا بما أنه من غير العادل حرمانه من التتويج وهو يتصدر الترتيب بفارق 25 نقطة عن أقرب ملاحقيه بعد 29 مرحلة من أصل 38. وبانتظار أن تتبلور الرؤية "السوداء" حتى الآن في ظل تواصل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كوفيد-19" في المملكة المتحدة ومن بينهم رئيس الوزراء بوريس جونسون والوزيرة المنتدبة لدى وزارة الصحة نادين دوريس، تعرض وكالة فرانس برس بعض السيناريوهات التي يُتداول بها خلف الكواليس. - خلف أبواب موصدة -يُعتبر خيار إكمال الموسم في ملاعب محايدة وخلف أبواب موصدة، مع السماح فقط للموظفين الأساسيين والجهات الناقلة للدوري، أكثر الخيارات المطروحة حاليا ويُعتقد أن هناك دعما متزايدا من الأندية لهذه الخطة، على أن تستكمل المراحل التسع المتبقية في يونيو ويوليوز، لاسيما بعد قرار إرجاء كأس أوروبا وأولمبياد طوكيو من صيف 2020 الى صيف 2021. وفي حال قرر المعنيون السير بهذه الخطة، فيحتمل أن تقام المباريات المتبقية في موقع أو إثنين فقط في ميدلاندز (وسط البلاد) ولندن، مع اجبار اللاعبين والكوادر الفنية والطبية على الدخول في معسكرات مغلقة بعيدا عن عائلاتهم، مشابهة لتلك التي تسبق البطولات الكبرى للمنتخبات أو المباريات النهائيات لمسابقات الأندية، وذلك من أجل تجنب الإصابة بفيروس كورونا. ويشكل الانحسار الجذري لفيروس "كوفيد-19" في المملكة المتحدة خلال الشهرين المقبلين، مفتاح هذه الخطة لعدد من الأسباب، أبرزها تخفيف مخاوف اللاعبين من إمكانية الإصابة بالفيروس أثناء اللعب، وأيضا تجنب أن يصبح اللاعبون عرضة للانتقادات لنيلهم امتياز الخضوع للفحوص غير المتاحة لعامة الناس وخصوصا العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة هذه الجائحة. وفي حال لم يحصل الانحسار في عدد الإصابات من الآن وحتى الصيف، فإن اضطرار الطواقم الطبية الرسمية الى تخصيص جزء كبير من جهودها على فحص اللاعبين في حدث غير أساسي ومصيري للبلاد، لن يلقى استحسان البريطانيين على الإطلاق. - لعبة الانتظار -نظرا للتأثير الكارثي الهائل للفيروس على المجتمع بشكل عام، يرى الكثيرون أنه من غير المناسب أخلاقيا أن يعود اللاعبون الى الملاعب بهذا الشكل المبكر، بل يجب الانتظار حتى يصبح "كوفيد-19" تحت السيطرة تماما قبل استئناف اللعب. وفي حال أصابت التوقعات بأن يبلغ عدد الإصابات بالفيروس ذروته في المملكة المتحدة خلال شهر يونيو، فذلك يعني الابقاء على تعليق الأنشطة الرياضية حتى غشت أو شتنبر. والانتظار سيسمح بإكمال الموسم الحالي بالكامل، مما يضمن عدم اضطرار رابطة الدوري الممتاز الى سداد مبلغ 750 مليون جنيه إسترليني (930 مليون دولار، 842 مليون يورو) للشركات الناقلة ل"البريمييرليغ" بسبب خرق العقد. لكن سيكون لهذا الأمر تأثير كبير على الموسم المقبل لأنه قد يؤدي الى تقصير روزنامة الموسم المقبل، لاسيما بعد إرجاء كأس أوروبا للمنتخبات الى صيف 2021.