أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) الثلاثاء تأجيل نهائيات كأس أوروبا التي كانت مقررة هذا الصيف الى موعد مقترح في صيف العام 2021، وتعليق مسابقتي الأندية (دوري الأبطال و"يوروبا ليغ") حتى إشعار آخر، بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد الذي أث ر على الأحداث الرياضية حول العالم. وتزامن إعلان ويفا مع إرجاء اتحاد أميركا الجنوبية "كونميبول" بطولة كوبا أميركا 2020 الى صيف 2021، بينما شددت اللجنة الأولمبية الدولية على عدم وجود حاجة راهنا لاتخاذ قرارات "جذرية" بشأن أولمبياد طوكيو 2020 المقرر بين 24 تموز/يوليو والتاسع من آب/أغسطس. وفرض فيروس "كوفيد-19" تأثيرا واسعا على مختلف المواعيد الرياضية، وفرض تعليق المنافسات في الغالبية العظمى من الرياضات، بعدما تحول الى وباء عالمي متسببا بوفاة نحو 7500 شخص حتى الثلاثاء. وعقد ويفا الثلاثاء سلسلة اجتماعات لبحث استكمال مسابقتيه للأندية ومصير النهائيات التي تحتفي هذا العام بالذكرى الستين لانطلاقها، وكان من المقرر ان تقام بين 12 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو في 12 مدينة. وأعلن ويفا في بيان مطول إرجاء البطولة، واقترح موعدا جديدا لها هو 11 حزيران/يونيو-11 تموز/يوليو 2021، من دون أي تعديل في صيغتها. وأعلن الاتحاد الذي يتخذ من مدينة نيون السويسرية مقرا له، في أعقاب الاجتماع الذي أقيم عبر تقنية الاتصال بالفيديو بمشاركة ممثلين لمختلف المعنيين باللعبة في القارة (أندية ورابطات بطولات وطنية واتحادات محلية ولاعبين)، "إرجاء بطولته الأهم للمنتخبات الوطنية، كأس أوروبا 2020". وشدد ويفا على ان "صحة كل المعنيين باللعبة هي أولوية، إضافة الى تفادي فرض أي ضغط غير ضروري على الخدمات العامة المعنية بتنظيم المباريات"، معتبرا ان إرجاء بطولة المنتخبات سيتيح للبطولات الوطنية الأوروبية استكمال الموسم، بعدما علقت على خلفية فيروس كورونا أيضا. وتزامن الإعلان الأوروبي مع آخر من أميركا الجنوبية، بتأكيد "كونميبول" إرجاء بطولة كوبا أميركا التي تستضيفها الأرجنتين وكولومبيا. وبقيت البطولتان الأوروبية والأميركية الجنوبية ترابطهما الزمني في العام المقبل كما كان مقررا هذا العام، اذ ان "كوبا أميركا" 2021 ستقام بين 11 حزيران/يونيو و11 تموز/يوليو. وأوضح الاتحاد الأميركي الجنوبي ان الخطوة جاءت بالتنسيق مع ويفا. ويطرح نقل البطولتين الى 2021 أسئلة على صعيد احتمال تضارب جدول المواعيد، نظرا لأن صيف العام المقبل من المقرر ان يشهد إقامة النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة. وينظم الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) هذه البطولة، وتستضيفها الصين في موعد مرجح ان يكون بين حزيران/يونيو وتموز/يوليو، بمشاركة 24 ناديا. ورفض فيفا في الأيام الماضية التعليق على هذا الاحتمال، لكن رئيسه السويسري جاني انفانتينو أكد في رسالة مفتوحة الإثنين ان الاتحاد الدولي "سيبقى على تواصل مع جميع الشركاء المعنيين خلال هذه الفترة الصعبة، ويتطلع إلى إيجاد حلول في الوقت المناسب بروح من التعاون، مع مراعاة مصلحة كرة القدم على جميع المستويات". وتبقى علامة الاستفهام الأهم بشأن الأحداث الرياضية الكبرى هذا العام، تحيط بمصير الأولمبياد الصيفي المقرر في طوكيو بين 24 تموز/يوليو والتاسع من آب/أغسطس. وحتى الآن، لا يزال المسؤولون اليابانيون يشددون على ان استعداداتهم تمضي لإقامة الألعاب في موعدها. لكن اللجنة الأولمبية الدولية أكدت بعد اجتماعات تقييمية الثلاثاء، انها "تبقى ملتزمة بشكل كامل بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ومع تبقي أكثر من أربعة أشهر على انطلاقها، لا حاجة في هذه المرحلة لاتخاذ أي قرارات جذرية، وأي تكهنات في هذه الفترة ستكون غير منتجة". وعلى صعيد منافسات الأندية القارية، لم يحسم ويفا مصير دوري الأبطال و"يوروبا ليغ" في الفترة الراهنة، مبقيا على تعليقهما حتى إشعار آخر، بعدما بلغت كل منهما مرحلة الدور ثمن النهائي. وأشار ويفا الى تشكيل مجموعة عمل تضم ممثلين لرابطات البطولات الوطنية والأندية "من أجل دراسة حلول الجدولة التي تسمح باستكمال الموسم الحالي وأي تبعات للقرارات المتخذة اليوم". وسبق للعديد من الرابطات الوطنية والأندية ان أكدت ضرورة إتاحة المجال لها لاستكمال الموسم، خشية تكب د خسائر مالية كبيرة. أما مباريات الملحق القاري التي كان من المقرر ان تحسم هوية المنتخبات الأربعة المتبقية لكأس أوروبا (من أصل 24)، والتي كانت مقررة في أواخر آذار/مارس الحالي، فتم تحديد موعد أولي لها خلال فترة التوقف الدولية في حزيران/يونيو المقبل "لكنه يرتبط بإعادة تقييم الوضع". ونقل بيان ويفا عن رئيسه السلوفيني ألكسندر تشيفيرين قوله "نحن على رأس رياضة يعيشها ويتنفسها عدد كبير من الناس، لكنها تراجعت في وجه هذا الخصم غير المرئي والسريع التحرك"، في إشارة لفيروس "كوفيد-19" الذي بات مصنفا وباء عالميا. وأضاف "صحة المشجعين، الموظفين واللاعبين يجب ان تكون أولويتنا، وفي إطار هذه الروحية، وضع ويفا سلسلة من الخيارات لنتمكن من إنهاء المسابقات هذا الموسم بشكل آمن". وفرض فيروس "كوفيد-19" تعليقا شبه كامل لمختلف المنافسات الرياضية عالميا. وبحلول مساء الجمعة الماضي، باتت البطولات الوطنية الخمس الكبرى في أوروبا (ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، وانكلترا)، والعديد غيرها، معلقة حتى مطلع نيسان/أبريل على الأقل، بعد القيود الكبيرة التي فرضها الفيروس والإجراءات الصارمة المعتمدة للحد من انتشاره. وبدأت في الأيام الأخيرة الدعوات لإرجاء منافسات المسابقتين القاريتين وبطولة كأس أوروبا، لاسيما من إيطاليا التي تعد الأكثر تضررا من الفيروس في القارة العجوز، وكانت الأولى من بين دولها الكبرى التي أعلنت وقف كامل المنافسات الرياضية حتى الثالث من نيسان/أبريل. وعلى رغم ان توزيع البطولة على مدن عدة يصع ب من مهام المشجعين على صعيد السفر والانتقال، لكن خبراء يرون انه يسه ل مسألة التأجيل. وقال مصدر مقرب من الملف لفرانس برس "من السهل على مدينة مثل أمستردام ان ترجئ أربع مباريات (كان من المقرر ان تستضيفها). الدول المضيفة تعاقدت مع عدد محدود من الموظفين" لكأس أوروبا 2020، واعتمدت بدلا من ذلك على الأجهزة الفنية المرتبطة باتحاداتها وأنديتها. ويتضمن جدول الاتحاد القاري في العام المقبل كأس أوروبا للسيدات المقررة في إنكلترا بين السابع من تموز/يوليو والأول من آب/أغسطس، وكأس أوروبا للناشئين في المجر وسلوفينيا في حزيران/يونيو 2021.