على عكس كثير من التوقعات، قد تكون الفرصة سانحة بقوة أمام المنتخب القطري لكرة القدم لعبور الدور الأول (دور المجموعات)، في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا)، حال نجح الفريق في استغلال كبوة المنتخب الأرجنتيني عندما يلتقي الفريقان، غدا الأحد، في ختام مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة المقامة حاليا بالبرازيل. ويرفع الفريقان شعار "لا بديل عن الفوز" لأنها النتيجة الوحيدة التي يمكنها منح الفريق بطاقة التأهل للدور الثاني (دور الثمانية)، في هذه النسخة من البطولة القارية العريقة، التي احتفلت قبل ثلاث سنوات بمرور 100 عام على بدء إقامتها. وتتباين طموحات الفريقين وكذلك حالتهما المعنوية قبل مباراة الغد المقررة في بورتو أليجري علما بأن كليهما حصد نقطة واحدة من مباراتيه السابقتين في المجموعة. ورغم الفارق الهائل بين تاريخ الفريقين في البطولة التي أحرز المنتخب الأرجنتيني لقبها 14 مرة سابقة، فيما يخوضها العنابي للمرة الأولى، يحظى المنتخب القطري بوضع أفضل في المجموعة حيث يحتل المركز الثالث بفارق الأهداف فقط أمام نظيره الأرجنتيني. وخاض المنتخب القطري فعاليات هذه النسخة من بطولة كوباأمريكا بدعوة من اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول) حيث تمثل هذه المشاركة فرصة جيدة أمام الفريق للاستعداد واكتساب الخبرة اللازمة قبل خوض فعاليات كأس العالم 2022 التي تستضفها بلاده. وبعد شهور من فوزه بلقب كأس آسيا 2019 والتتويج باللقب القاري للمرة الأولى، قدم العنابي بداية رائعة في ظهوره الأول بكوباأمريكا حيث تعادل مع منتخب باراغواي العنيد (2 / 2)، فيما خسر المنتخب الأرجنتيني (0 - 2 )أمام نظيره الكولومبي. وفي الجولة الثانية من مباريات المجموعة، خسر العنابي(0 - 1) أمام نظيره الكولومبي فيما تعادل المنتخب الأرجنتيني مع باراغواي. والآن، يتطلع العنابي إلى استغلال كبوة التانغو لتحقيق فوز تاريخي في كوباأمريكا أو على الأقل الخروج بنقطة التعادل من هذه المباراة المرتقبة غدا، وهو ما سيعد مكسبا كبيرا للفريق بغض النظر عن فرص التأهل لدور الثمانية. ولكن مهمة العنابي لن تكون سهلة على الإطلاق في مواجهة المنتخب الأرجنتيني الذي يخوض لقاء الفرصة الأخيرة في هذه البطولة والتي قد تكون الفرصة الأخيرة أيضا لجيل من اللاعبين، لاسيما وأن عددا من لاعبي الفريق سيواجهون أزمة حقيقية مع الجماهير حال الفشل في الفوز باللقب. ولهذا، يتطلع راقصو التانغو إلى قلب الطاولة لصالحهم من خلال مباراة الغد والعبور إلى الدور الثاني في محاولة للبحث عن أول لقب للفريق في البطولات الكبيرة منذ أكثر من ربع قرن كامل. وكان المنتخب الأرجنتيني بقيادة نجمه الشهير ليونيل ميسي خسر نهائي النسختين الماضيتين من كوباأمريكا في 2015 و2016 أمام نفس الفريق وهو منتخب تشيلي وبطريقة واحدة هي ركلات الترجيح. كما خسر الفريق أمام نظيره الألماني في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، لكنه سقط أمام نظيره الفرنسي في الدور الثاني (دور الستة عشر) بمونديال 2018 في روسيا لتصبح البطولة الحالية بمثابة طوق النجاة والفرصة الأخيرة أمام هذا الجيل من اللاعبين في صفوف التانجو بقيادة ميسي والمهاجمين سيرخيو أغويرو وآنخل دي ماريا. وعانى المنتخب الأرجنتيني الأمرين في مباراتيه السابقتين بالبطولة حيث سجل الفريق هدفا واحدا واهتزت شباكه ثلاث مرات كما يدين الفريق بالفضل الكبير في الخروج بنقطة التعادل من مباراة باراغوي إلى حارس مرماه فرانكو أرماني الذي تصدى لركلة جزاء سددها ديرليس غونزاليس ليحافظ لفريقه على التعادل الصعب مع باراجواي. وتمثل المباراة فرصة أخيرة أيضا للمدرب ليونيل سكالوني، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، لأن الفوز بها يبقي على آماله في الاستمرار مع الفريق حتى إشعار آخر، فيما ستكون الهزيمة بمثابة نهاية لعقده شبه المؤقت مع الفريق. وينتظر أن يعيد سكالوني مهاجمه سيرخيو أغويرو إلى التشكيلة الأساسية في مباراة الغد على حساب لاوتورو مارتينيز. وفي المقابل ، ينتظر ألا تشهد تشكيلة العنابي تغييرات عن المباراتين السابقتين حيث ينتظر أن يدفع الإسباني فيليكس سانشيز بالقوة الضاربة للفريق منذ بداية المباراة. ويعتمد سانشيز بشكل كبير على تحركات المهاجم الشاب الخطير المعز علي لإرباك دفاع التانغو الذي أثبت في المباراتين الماضيتين أنه نقطة ضعف بالفريق.