شرعت السلطة المحلية بالملحقة الإدارية الأطلس بمدينة فاس مدعومة بعناصر الأمن الوطني، زوال اليوم الأربعاء، في هدم بنايات "عشوائية"، تحيط بقصبة مولاي الحسن التاريخية، والتي توجد بأرقى أحياء العاصمة العلمية. وعاينت "كود" قيام أعوان السلطة بهدم مجموعة من البنايات التي أنجزت ب"القصب" بشكل عشوائي منذ سنوات طويلة، ويشكل بناؤها خطرا كبيرا على المواطنين، وقالت مصادرنا إن السلطات المحلية تستعد لهدم مجموعة من المباني العشوائية التي توجد بداخل القصبة المذكورة. وكانت السلطات المحلية المذكورة قد عملت في أكثر من مناسبة على إخبار عدد من ساكنة قصبة مولاي الحسن بأن منازلها أصبحت مهددة بالانهيار في أي لحظة بسبب الهشاشة التي أصبحت تعرفها. وحسب ما علمته "كود"، من مصادر مطلعة، فإن قائد الملحقة الإدارية "الأطلس" أشرف قبل أيام قليلة بمعية أعوان السلطة على إخبار الساكنة المعنية، والبالغ عددها حوالي 13 عائلة، بينما يعمل والي جهة فاسمكناس حاليا على إنهاء "السكن الصفيحي" بالقصبة وتعويض القاطنين بها، نظرا لما يشكل من خطر كبير على الساكنة وعلى جمالية العاصمة العلمية. وتجدد مطلب إنقاذ قصبة مولاي الحسن بوسط مدينة فاس، وقالت مصادر متبطاقة إن هذا التراث مهدد بأن يتعرض لأكبر تشويه بسبب دور صفيحية خاصة في محيط القصبة. ولم تسلم القصبة نفسها من بعض التدخلات التي تهدد بتغيير معالمها. والأدهى من ذلك، أن معالم هذه البناية في بعض الأجزاء منها مهددة بالانهيار، بسبب التشققات والتصدعات الناجمة عن الإهمال وغياب الصيانة. مصدر مسؤول من وزارة الثقافة، كان قد أوضح في اتصال ل"كود" به للسؤال حول تدابير الوزارة وهي المعنية بصيانة مثل هذه المواقع التراثية، قال إن قصبة مولاي الحسن لها وضعية خاصة. وفي الشرح أوضح المصدر نفسه أن القصبة تابعة للمحمية العسكرية. وقد سبق للجنة من مفتشية المباني التاريخية للوزارة أن قامت بزيارة وخلصت لضرورة القيام بمجموعة من التدخلات. وحول إمكانية ترحيل وإعادة إسكان الأسر القاطنة في هذه القصبة، وفي ظروف صعبة في بنايات بعضها يمكن أن يشكل خطرا على الأسر، سجل المسؤول ذاته، بأن القصبة تابعة للدفاع الوطني، وليس من حق أي وزارة الثقافة أن تقوم بأي إجراء في هذا الشأن، مضيفا بأن قطاع الثقافة في مثل هذه المواقع التراثية له تدخل تقني فقط. مصادر محلية أشارت ل"كود" أن والي الجهة، سعيد ازنيبر، يتابع ملف هذه القصبة، وهناك تنسيق يجري حاليا بين السلطات الولائية وبين الجهات المختصة، للبحث عن السبل الكفيلة بإنقاذ القصبة والحفاظ عليها كمعلمة تاريخية.