لا يزال تجنيد الأطفال واستخدام الجنود الأطفال من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة في القارة الإفريقية يشكل مصدر قلق كبير للاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي، اللذين يدينان بأشد العبارات هذه الممارسات و يدعوان إلى حماية الأطفال. وعلى الرغم من الدعوات المتواصلة لمنظمة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، وكذا منظمات حقوق الإنسان، تواصل الجماعات الإرهابية المسلحة استغلال الجنود الأطفال في تنفيذ هجماتها، لا سيما في منطقة الساحل حيث لم تعد هناك حاجة لإثبات التواطؤ بين الإرهاب و ميليشيات "البوليساريو" المسلحة، التي تواصل، من دون عقاب، تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية. في هذا السياق، أكد الصحفي والمحلل السياسي الرواندي أندري غاكوايا أن "العديد من الدراسات كشفت أن ميليشيات البوليساريو تواصل تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف في انتهاك صارخ للسياسة التي يدعو لها الاتحاد الإفريقي، وخاصة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد ". وقال غاكوايا، في تصريح صحفي، إن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي " حظر بشكل كلي تجنيد الأطفال في القارة الإفريقية. إنه القرار الأنسب لوقف النزاعات في إفريقيا". وأضاف الصحفي الرواندي " مع الأسف أظهرت مجموعة من الأبحاث أن ميلسشيات " البوليساريو " تواصل تجنيد الأطفال واستغلالهم في ارتكاب أعمال إرهابية، حيث أنه من خلال هذه المخيمات في تندوف، يتنقل بعض الإرهابيين الذين يرتكبون مجموعة من الهجمات بالمنطقة". وأشار إلى أنه "تم تقديم أبحاث مماثلة إلى مجلس الأمن الدولي العام الماضي من طرف باحثين أفارقة". وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قد أشار، في تقريره الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية، إلى تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف. وينضاف هذا التأكيد الصادر عن المسؤول الأممي السامي، وللمرة الأولى، إلى النداءات المتواصلة للمملكة والمجتمع الدولي، من أجل مكافحة ظاهرة تجنيد وتدجين الأطفال، التي تمارسها، دون عقاب، ميليشيا "البوليساريو" في مخيمات تندوف. وإدراكا منها للأهمية البالغة لمكافحة هذه الظاهرة، قررت الرئاسة المغربية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي لشهر أكتوبر الماضي عقد اجتماع حول موضوع "مكافحة تجنيد الأطفال في حالات النزاع". وأكد السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، محمد عروشي ، خلال هذا الاجتماع، أنه تماشيا مع الالتزامات الدولية في هذا المجال، انخرط المغرب في وقت مبكر جدا في الدينامية الدولية للدفاع عن الأطفال وحمايتهم. وأشار الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع إلى أن المملكة تدعو إلى اتباع مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد لمواجهة الجرائم اللاإنسانية والشنيعة ضد هذه الفئة الهشة من المجتمع، علاوة على تنسيق جهود المجتمع الدولي لمكافحة معضلة استغلال الأطفال في حالات النزاع بشكل فعال. وفي ختام هذا الاجتماع أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بشدة استمرار تجنيد واستغلال الأطفال من قبل القوات المسلحة والجماعات المسلحة والمنظمات الإرهابية في القارة الإفريقية. وحذر المجلس بشدة، في بيان، كافة القوات والجماعات المسلحة من مواصلة تجنيد واستغلال الأطفال في حالات النزاع، داعيا إياهم إلى الاحترام التام للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، واحترام والحفاظ على الطابع المدني والإنساني لمراكز التعليم، ومخيمات اللاجئين، والتوقف بشكل فوري عن استهداف واستخدام المدارس والمخيمات كمراكز للتجنيد .