قالت اللجنة الانتخابية الروسية إن نتائج الاستفتاءات لضم أربع مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة روسية كلية أو جزئية أظهرت تصويت غالبية المشاركين ب "نعم"، وذلك بعد فرز أصوات مكاتب الاقتراع في روسيا، بينما تخطط الولاياتالمتحدة لإصدار قرار بالأممالمتحدة يدين العملية باعتبارها صورية وسط تجديد موسكو تهديداتها باستخدام السلاح النووي للدفاع عن هذه الأراضي. وقال مسؤولون أمريكيون الثلاثاء إن واشنطن تجهز أيضا جولة جديدة من العقوبات ضد روسيا في حالة ضمها للأراضي الأوكرانية إضافة إلى حزمة أسلحة بقيمة 1.1 مليار دولار لكييف سيتم الإعلان عنها قريبا. في هذا السياق، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التزام الولاياتالمتحدة وحلفائها بأمن الطاقة في أوروبا، بعد أن قالت ألمانيا والسويد والدانمارك إن هجمات أدت إلى تسريبات كبيرة من خطي أنابيب روسيين للغاز. ولم يعرف بعد من قد يكون وراء التسريبات. وأجريت عمليات التصويت، التي تم ترتيبها على عجل، على مدار خمسة أيام في أربع مناطق هي دونيتسك ولوغانسك في الشرق وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب، والتي تشكل معا نحو 15 بالمئة من الأراضي الأوكرانية. وتراوحت نتائج التصويت في المناطق الأربع بعد فرز جميع الأصوات يوم الثلاثاء بين 87 بالمئة و99.2 بالمئة لصالح الانضمام إلى روسيا، وذلك حسبما أعلن مسؤولون عينتهم موسكو. وقالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان) إن المجلس قد يبحث ضم تلك المناطق في الرابع من أكتوبر. من جهته، قال دميتري ميدفيديف، الرئيس السابق للبلاد والذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي، عبر تطبيق تليغرام إن "النتائج واضحة. أهلا بكم في وطنكم، في روسيا!". في المقابل، وصفت أوكرانيا ودول غربية الاستفتاء بأنه إجراء قسري وغير قانوني يهدف لخلق ذريعة قانونية لضم المناطق الأربع لروسيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء "هذه المهزلة في الأراضي المحتلة لا يمكن حتى وصفها بأنها محاكاة لاستفتاء". وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، خلال اجتماع لمجلس الأمن إن بلادها ستقدم قرارا في المجلس يحث الدول الأعضاء على عدم الاعتراف بأي تغيير في وضع أوكرانيا وإلزام موسكو بسحب قواتها. ويمكن لروسيا استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار في مجلس الأمن، لكن المبعوثة الأمريكية قالت إن ذلك سيدفع واشنطن إلى إحالة القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. من جانبه قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأربعاء إنه يعتزم فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الاستفتاءات التي وصفها ب "الصورية". وأضاف في بيان "كندا لم ولن تعترف أبدا بنتائج هذه الاستفتاءات الصورية أو محاولة روسيا غير القانونية ضم أراض أوكرانية". وقال نائب السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة جيمس كاريوكي: "أي استفتاءات تجرى في ظل هذه الظروف، تحت تهديد السلاح، لن تكون حتى شبيهة (باستفتاءات) حرة أو عادلة". ردا على ذلك، قال سفير روسيا لدى المنظمة، فاسيلي نيبينزيا، في الاجتماع إن الاستفتاءات أجريت بشفافية وبما يتماشى مع المعايير الانتخابية. وأضاف "ستستمر هذه العملية إذا لم تدرك كييف هفواتها وأخطاءها الاستراتيجية ولم تبدأ الاسترشاد بمصالح شعبها وألا تنفذ بشكل أعمى رغبة الذين يتلاعبون بها". وإذا ضمت روسيا المناطق الأوكرانية الأربع، يمكن لبوتين أن يصور أي محاولة أوكرانية لاستعادتها على أنها هجوم على روسيا نفسها. وقال بوتين الأسبوع الماضي إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن "وحدة أراضي" بلاده. لكن ميخايلو بودولاك مستشار زيلينسكي قال إن كييف لن تتأثر بالتهديدات النووية أو استفتاءات الضم وستواصل خطتها لاستعادة كل أراضيها التي احتلتها القوات الروسية الغازية. وأضاف أن الأوكرانيين الذين ساعدوا في تنظيم الاستفتاءات سيواجهون اتهامات بالخيانة وعقوبة السجن لمدة خمس سنوات على الأقل. ولن يعاقب الأوكرانيون الذين أجبروا على التصويت. مساعدات عسكرية أمريكية وقال مصدر مطلع إن حزمة الأسلحة الأمريكيةالجديدة ستشمل أنظمة هيمارس الصاروخية وذخائرها وأنواعا مختلفة من الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة وأنظمة الرادار، إلى جانب قطع الغيار والتدريب والدعم الفني. وحذرت روسياالولاياتالمتحدة مرة أخرى من عواقب تسليح أوكرانيا. وقال سفيرها في الولاياتالمتحدة أناتولي أنتونوف على قناة السفارة بتطبيق تليغرام "بتحريض كييف على مواصلة استخدام المعدات العسكرية التي تلقتها من الغرب، فإن واشنطن لا تدرك خطورة أفعالها... خطواتنا للدفاع عن الوطن ستكون قوية وحاسمة". ويقول دبلوماسيون إن التهديد باستخدام الأسلحة النووية محاولة من روسيا لتخويف الغرب حتى يقلص دعمه لكييف. ولا تخضع أي من المناطق الأربع التي أجريت فيها الاستفتاءات بالكامل لسيطرة موسكو، وأعلنت القوات الأوكرانية تحقيق مزيد من التقدم منذ هزيمة القوات الروسية في منطقة خاركيف هذا الشهر. ووصف زيلينسكي منطقة دونيتسك في الشرق بأنها لا تزال تمثل أولوية استراتيجية لبلاده ولروسيا أيضا، مشيرا إلى معارك عنيفة في العديد من البلدات.