يقوم الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمان يومي الأحد والاثنين، بزيارة رسمية إلى موريتانيا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر ديبلوماسية، أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني سيستقبل بن عبد الرحمان، الذي سيسلمه دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لحضور القمة العربية المرتقبة في الجزائر يومي1 و2 نونبر المقبل. وأضافت المصادر أن بن عبد الرحمان، سيرأس بالاشتراك مع نظيره الموريتاني، محمد ولد بلال مسعود، أعمال اللجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-الموريتانية بهدف دعم التعاون الثنائي بين البلدين. وتأتي زيارة الوزير الأول الجزائري إلى موريتانيا، في إطار سعي الجزائر المحموم إلى استقطاب هذا البلد المغاربي، ومنافسة المغرب الذي قطع أشواطا هامة في علاقاته مع موريتانيا، خاصة بعد حسمه لأزمة الكركارات، وتأمينه الكامل للمنطقة، واستئناف الحركة التجارية والمدنية بين البلدين عبر هذا المعبر الحدودي. كما تأتي هذه المحاولات كذلك في سياق التحولات الإستراتيجية التي يشهدها نزاع الصحراء، عقب التحول الذي شهده الموقفان الأمريكي والاسباني من نزاع الصحراء، وتواصل مسلسل فتح القنصليات بالأقاليم الجنوبية، وهي تحولات جعلت الجزائر في عزلة إقليمية، وهو ما حذا بها إلى محاولة مغازلة موريتانيا والعمل على اغرائها بفتح معبر حدودي بري معها لمنافسة معبر الكركارات، وكذا الضغط على حليفها الرئيس التونسي قيس سعيد، لتبني سياساتها المتعلقة بنزاع الصحراء، والتي لا تتماشى مع الموقف التقليدي الذي لطالما تمسكت به تونس من النزاع، وهو النأي بنفسها عن أطرافه الإقليمية، ودعم جهود الأممالمتحدة الهادفة إلى إيجاد حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع الإقليمي، وهو ما ورط تونس في أزمة ديبلوماسية مع المغرب بعد استقبال رئيسها لزعيم البوليساريو على الاراضي التونسية.