تريدون منعنا من مساعدة المغاربة بمشروع قانونكم. لكننا سنظل نتبرع عليهم. ولن نستسلم. ولن نترك المحتاجين والمرضى دون مساعدة. ودون زيت وشاي. ومهما وضعتم من قوانين. ومهما نظمتم الإحسان العمومي. وعمليات جمع التبرعات. فلن تحولوا بيننا وبين توزيع القفف على الفقراء في الانتخابات. وفي المناسبات. وكلما دعت الضرورة إلى ذلك. لإنهم في حاجة إلينا. كما نحن في حاجة ماسة إلى المحتاجين. في إطار مقاربة رابح-رابح. ومهما ضيقتم علينا بقوانينكم فلن نرضخ لها. وسنظل نختن الأولاد الصغار ونقطع قلفاتهم. ونوزع على أمهاتهم قوالب السكر. وسنظل نعالج من يحتاج إلى علاج. وسنظل نزوج من يحتاج إلى زواج. ودفن من يحتاج إلى دفن. وسنظل نبني المساجد. ولسنا مغفلين كي لا نفهم أنكم بمشروع القانون هذا تستهدفوننا دون غيرنا. و بعد أن أقصيتمونا في الانتخابات و تبرعتم على المغاربة أكثر مما كنا نتبرع عليهم. تخططون الآن إلى إقصائنا من الجنة. وإلى إفساد علاقتنا مع الخالق سبحانه وتعالى. ومع المواطن. و لذلك لن نقبل ذلك منكم. وسنظل نحسن إلى المغاربة لوجه الله. وليس من أجل المقاعد والمناصب كما تتوهمون. فلا وجود لنا دون تبرعات. ولا أصوات يمكن أن نحصل عليها دونها. و قد عودنا المغربي على ذلك. ولسنا وحدنا. لأن الإحسان والتبرعات ملح السياسة في المغرب. و بتنظيمهما. فلن تكون هناك سياسة. ولن يكون تنافس. ولن يكون هناك يمين. ولا يسار. ولن يكون هناك حافز. وسيكثر العزوف. ومن لا يتبرع في المغرب. ومن لا يحسن. فمصيره سيكون مثل مصير فيدرالية اليسار. بمقعد أو مقعدين. ثم من سيشتري الخروف للمغربي. من يطعم الجائع. من يكفر عن ذنوبه بالتبرع بأمواله. وليس لأن الدولة تحتكر العنف فإنه من حقها أيضا أن تحتكر التبرعات. لا هذا غير مقبول وفيه شطط سلطوي. وقفة للدولة. وقفة لنا. لأن مجال التبرعات والإحسان واسع جدا ويسع الجميع. ويسع الأحزاب. والأعيان. واللصوص. ومبيضي الأموال. والمتطرفين. والمتدينين. ورجال الأعمال. وليس من المقبول احتكاره من طرف واحد. فأي قانون هذا الذي يتم فيه التضييق على المحسن والمتبرع. وعلى فاعل الخير أي بلاد هذه تحارب الكريم وتشجع البخيل. لكننا لن نتوقف عن التبرع ومهما وضعتم من قيود. ومهما راقبتمونا. فإننا لن نعدم الحيل كي نساعد المغاربة ولن نتركهم يواجهون مصيرهم دون تبرعاتنا التي تعودوا علينا. ودون أن نضعه في طابور طويل. لأننا وإن لم نقم بذلك فهذا يعني نهايتنا. ويعني بداية الدولة الحديثة. وهذا ليس في صالح السلطة وليس في صالح الأحزاب وليس في صالح المحسنين والمتبرعين بمختلف أنواعهم. وليس في صالح أي أحد.