سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رهاب حزب الاستقلال! ينجح الاستقلالي. وتكون له زوجة. والزوجة دائما اسمها الحاجة. وهي التي يكلفها باستئصال قلفة الصغار ومطاردتهم وتنظيم حفلات إعذار جماعي
عندما خرجت من بطن أمي وجدتني وجها لوجه أمام حزب الاستقلال. وكان يفوز دائما في المنطقة التي ولدت بها. ولما خرجت أول مرة لألعب مع أقراني في عين السبع كان هذا الحزب يتربص بنا نحن الصغار. ويتبعنا. ويقبض علينا. ليقطع قلفاتنا بمقص. وعندما نفر. كان يغري أولياء أمورنا. بقالب سكر. وقنينة زيت. فيتآمرون معه. ويقدموننا كقربان ليجرحنا في في ذلك الشيء العجيب. والمهم. والذي سنعرف في ما بعد أنه ضروري. وحساس. ودماع. ومزاجي. ثم يضمدنا حزب الاستقلال. ويرشنا بدواء أحمر. كان هذا الحزب مهووسا بالختان. ولما كبرت. اكتشفت أنها إيديولوجيته. وفي كل مكان. ينظم حفل إعذار جماعي. في أي مدينة. وفي أي جماعة. هذه هي سياسته. وفي كل مرة يجمع الأطفال ويستأصل القلفة ويترك الحشفة. والأمهات سعيدات. والأمهات مبتهجات بما يفعله حزب الاستقلال فينا. وينجح الاستقلالي. وتكون له زوجة. والزوجة دائما اسمها الحاجة. في كل مكان زوجة الاستقلالي رئيس الجماعة اسمها الحاجة. وزجته دائما تكون خطيرة. وهي التي يكلفها بهذه المهمة. وكلما خرج رضيع إلى الوجود. تضعه نصب عينيها. وتقول هذه القلفة لي ويجب أن أقطعها. عاجلا أم آجلا يجب أن أقطعها. ولا يكلفها ذلك إلا قالب سكر وقنينة زيت وعلبة شاي. وقد نجح حزب الاستقلال في الماضي بسبب هذه السياسة التي كان ينهجها. والتي يمكن أن نسميها سياسة استئصال القلفة. وكانت النساء تتبع الحاجة. وأتذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه نساء عين السبع تتزعمهن الحاجة احتجاجا على سقوط زوجها. في مسيرة تاريخية. وهن يولولن. ويصرخن. ويفكرن في مصير الأجنة في أرحامهن. وفي قالب السكر. فماذا لو ذهبت الحاجة. ماذا لو صار أولادهن نصارى بقلفة وحشفة. أما أنا فكنت حذرا من هذا الحزب الكبير. وأتجنب الوقوف أمام مقره. وكنت خائفا. ولم أجد إلا اليسار كي أحتمي به. فالدولة لم تكن تعترض على ما يفعله فينا حزب الاستقلال. والمخزن كان في صف الحاجة. أما في هذا اليوم. الذي ينظم فيه حزب الاستقلال مؤتمره لينتخب أمينه العام ولجنته التنفيذية. فإني أقف على الحياد. ولست في صف شباط ولا نزار بركة ولا أي أحد. فالاستقلالي يبقى استقلاليا. ومهما كان اسمه وبمجرد أن ينجح. تظهر زوجته. وزوجته دائما اسمها الحاجة. وتصبغ شعرها بالأصفر. وتثقل معصمها بالدمالج الذهب وفي رقبتها ذهب فتلمع في الطريق وتلمع وهي تتمايل في مشيتها ويراها الصغار فيهربون. وتقبض عليهم أمهاتهم. ويسلمنهم إلى الحاجة. وتأتي بالمقص وتقطع القلفة ويشرشر الدم. لقد حدث هذا. وسيظل يحدث. لذلك سيبقى حزب الاستقلال هو هو. وفيا لمبادئه. أما هذا الصراع الواقع حاليا. وهذه الاتهامات المتبادلة فمجرد تفاصيل بينما الأساس هو القلفة التي يجمع عليها كل أعضاء هذا الحزب منذ مقاومة المستعمر ومنذ الاستقلال إلى غاية هذه اللحظة.