شكرا لمن كانوا في الطليعة, لمن تجرؤا و قالوا ما عجز عنه العديد, و جعلوا حلما حلمته ذات مساء, صار حديث سمري مع بعض الخلان حقيقة عشتها.
شكرا لمن امنوا أن التغيير ضرورة و أن من واجبهم مساندة الداعين له, متحدين المجهول الذي كنا نخشى أن نقع فيه.
شكرا للملك محمد السادس, و لذلك الكم من المستشارين, لأنهم لم يغرقوا شوراعنا بالعساكر, وهم لو أرادوا فعلها لفعلوها كما فعلها صاحبهم حمد, دون أن يخشوا في ذلك لومة لائم.
شكرا, لمن ملؤوا الشوراع, طيلة سنة دون ملل أو كلل.
شكرا للعدل و الإحسان و مناضليها الذين جعلوا مهمة الحركة سهلة, فلولاهم ما حلمنا باستعادة الحق في التظاهر بعد أن سطا عليه المخزن.
شكرا لمناضلي اليسار بكل تلاوينهم, لما بذلوا من جهد لتلميع صورة الحركة, لتطوير خطابها و تسويقها إعلاميا.
شكرا للشباب المستقل, الذين لم يتوانو في كل اللحظات التي مررنا منها من التضحية و بذل الغالي و النفيس, بطريقة لم أجد لها وصفا إلا أنها منهج "الباجدية", لأن صفاء النية ذاك نادرا ما تجده في زمننا هذا.
شكرا للشباب الملكي, الذي أثت جنبات مسيراتنا, ليعطي و بالملموس الحظ للجميع أن يقارن بين النحل و الذباب, في معركة خرجنا فيها منتصرين أخلاقيا.
شكرا لرجال الشرطة الأحرار, الذين لم يستطيعوا تطبيق الأوامر العليا بالتفرشيخ الجماعي, و كانوا يرجوننا أن ننصرف لأن لا مصلحة لهم في تكسير جماجمنا.
شكرا لرجال الشرطة المسعورين, الذين يستهدفون الرؤوس دونها, لأنكم جعلتم العالم يرى ذاك الوجه القبيح الذي يخبؤه النظام لأيام الشدة.
شكرا للعائلات التي أوتنا في سباتة و وقفت بجانبنا رغم التهديد و الوعيد و التنكيل.
شكرا لأشتون التي رق قلبها, و انزعجت و صارت تراقب بقلق كيف تعاملنا السلطات ( سبحان الله من هداك النهار مشفنا الزرواطة )
شكرا لأصحاب الأقلام الحرة، الذين ساندونا و لرجال الأعلام النظيف الذين التزموا الحياد فلم ينخرطوا في حملات التشويه المنظمة التي ملأت صفحات الجرائد.
شكرا لرجال الأعمال و السياسة، الذين تخلوا عن مكاتبهم لينزلوا و يملؤوا الصفوف.
شكرا لكل من صوت في الإستفتاء، و شكرا لكل من صوت نعم، دون أن يكون صوته صوتا مؤدى عنه.
شكرا لكل من قاطع و آمن بخيار المقاطعة.
شكرا لكل من صوت في الإنتخابات لحزب العدالة و التنمية، لقد أعطيتم المخزن إنذارا جديدا بأننا شعب تواق للتغيير.
شكرا لكل من قاطع مؤمنا أن الإنتخابات لا تغير شيئا من واقعنا البئيس، ما دام أن الإتفاقيات و المشاريع الكبرى، تظل فيها الحكومة و البرلمان مجرد ممثلين لا أكثر.
شكرا، لكل من دخلوا حياتي عبر بوابة 20 فبراير، شكرا لأصدقاء وددت لو عرفتهم من قبل، دخلوا حياتي ليبقوا فيها.
شكرا، للكولسة و النواة الصلبة، و بيع و شراء و كراء و رهن الذمم.
شكرا لإتلاف المستقلين لأنه أدخل علم 20 فبراير لميادين كرة القدم, و لأنه أضفى نوعا من الهيتشكوكية و الإثارة على جموع الحركة، و على صفحات الجرائد الصفراء لونا و قالبا.
شكرا، لبنكيران لأنه على الأقل لم يصفنا بالخونة، و لم يسبنا كما فعل بعض المستأسدين بل كان حسبه أن ينعتنا بالطبالة و الغياطة قبل أن نصير أبناءه شكرا لمن اعتصموا يوم الأحد، لأنهم يبعثون للجميع برسالة مفادها : الجولة الأولى انتهت، اليوم يستوجب علينا مراجعة الخطط لتدبير أحسن للمواجهة، و أول خطوة هي الصبر و الإيمان بعدالة القضية.