على بعد 3 كلمترات من المعبر، جرى حديث مصغر بين الراكبين في سيارة الأجرة التي أقلتنا من المضيق نحو الحدود في سبتة، حيث تحدثت سيدة مسنة تبلغ من العمر ما يقارب السبعينات عن التحولات التي جرت في المعبر، وقالj :"لم يعد كما كان وأن الإجراءات الجديدة قد تحرم الكثير من الأسر من ولوج الأراضي المغربية المحتلة". بين حديث السيدة المسنة ورد شخص آخر يجلس بجانبها، اتضح أن قضية فتح الحدود أصبحت رأي عام داخل الشمال، حيث يجري النقاش حول الموضوع في المقاهي وفي الحافلات وسيارات الأجرة، حول الإجراءات الجديدة. رجل آخر تدخل معلقا على النقاش الدائر بين الراكبين وسط "الطاكسي" قائلا إن "السكان لم يستفيدوا من سبتة لأنها ولات بالفيزا وكاين التعشير والإجراءات ديال بي سي ار والجواز صعبات الولوج"، هذا في وقت صرح به الراكبين بأنهم لم يتلقوا الجرعة الثالثة وهو ما يزيد صعوبة في ولوج الأراضي المحتلة. الخضرة غاليا فسبتة.. توحشنا ماطيشا بلادنا أحد المقيمين في سبتة صرح ل"كود" :"كرهنا راسنا مع الصبنيول فهاد عامين..بغينا نجيو للمغرب نتمتعو بطبيعتو وتوحشنا ماكلة دالمغرب.. المغرب عندنا فالدم، نهار سدو الديوانة وسبتة غادا اللور"، مضيفا :"توحشنا الماكلة ديال المغرب، عامين وحنا محبوسين، واخا عندي باسبور وفيزا ولكن معلا باليش". وأفاد عدد من العائدين من سبتة ل"كود" أن المغاربة في هذه المدينةالمحتلة عانوا من غلاء الأسعار وتداعيات عامين من الأغلاق. الغربة والاشتياق للمغرب.. سبتة والشمال عائلة واحدة رغم عامين من المعاناة، عبر العائدين من سبتة إلى المغرب، عن سعادتهم تجاه قرار فتح الحدود خصوصا وأن العلاقة التي تجمع بين سبتة ومدن شمال تتجاوز التاريخ والجغرافيا، حتى أن أحد العائدين وصف هذه العلاقة ب"العائلية". مواطنة أخرى عائدة قالت ل"كود" :"حسيت بواحد الشعور مايتصورشي.. فرحانة بزاف بزاف"، مضيفة :"مكاين تا شي مشاكل في العبور، ساهل كولشي وطالبين pcr لي عندو جوج جرعات، وبالنسبة لي داير ثلاث جرعات كيخليهم". غلاء فاحش للخضر في سبتة..شكاوى المغاربة يشتكي المغاربة القاطنين في سبتة، من الارتفاع الصاروخي للأسعار، حيث قال زوجين مغربيين إن "الاسعار جد مرتفعة"، مضيفا :"عامين ونص دوزتها واخا ساكن تما مقدرتش نبقا فسبتة". وأوضح زوج كبير في السن ل"كود" :"معجبناش الحال فسبتة، الفلفلة وصلت 4 ألف فرانك، طريف د الخبز صغير بأورو"، مضيفا :"المغرب فيه الخير". أرقام غير رسمية..توافد قليل وتفتيش صارم في الوقت الذي تتحدث فيه بعض وسائل الاعلام الاسبانية عن رغبة ما يقارب 3000 شخص من الدخول إلى الأراضي المغربية عبر معبر سبتة، مما يؤكد أن الجانب الاسباني كان في حاجة الى فتح المعبر، مقابل ضعف الإقبال من الجانب المغربي حيث الأعداد أقل مقارنة مع القادمين من الجانب الاسباني. وتتحدث بعض المصادر عن امكانية ارتفاع عدد العائدين مع نهاية الأسبوع، متوقعة عودة الحركية والنشاط إلى المعبر مباشرة بعد انتهاء الموسم الدراسي في البلدين. واستقبلت مدينة الفنيدق، صباح اليوم الثلاثاء، أول أفواج القادمين من سبتةالمحتلة، في أجواء استثنائية تتسم بانتشار عناصر الأمن والقوات المساعدة على طول الشريط الساحلي للمدينة، ومنع الاقتراب من المعبر لغير المعنيين بالسفر.