"سوق مكري بعشرات بمئات الملاين ووديان من الدم كا تنتشر فيه وكا يمشيو فوقها المواطنين..."، هذا هو السوق الأسبوعي التابع لجماعة حد السوالم، اللي كان ممثل النيابة العامة في ملف رئيسها المعزول (مول 17 مليار)، قال إن "جماعة السوالم هي نموذج للفساد في التسيير"، وبالطبع، ولأن هاد الفساد مازال مستشري وكا يتمدد وكا ينتشر، فإن وديان من الدماء اللي كا تخرج من "الكرنة" اللي كا يتذبحو فيها المواشي، كا يضطرو معاها المواطنين من المتفوقين إلى القفز فوق هذه الوديان من أجل تخطيها والعبور فوقها، في مشاهد مقززة تنفر النفوس، وتزكم خلال الروائح الكريهة الأنوف، ورغم ذلك، وفي هذه الأجواء التي تفتقد فيها شروط النظافة والوقاية وتعمها مختلف أنواع الميكروبات والحشرات، في هذه الأجواء تباع اللحوم وفي وسطها يضطر بعض المواطنين إلى تناول وجبات الشواء، بعد أن رفعت جماعة السوالم أيديها عن هذا المرفق التجاري المهم، الذي يدر أموالا مهمة على خزينتها. ولأن "فاقد الشيء لا يعطيه" ذلك أن رياح الانتخابات التي جرت بتاريخ الثامن من شهر شتنبر الماضي، حملت إلى رئاسة المجلس الرئيس القديم/الجديد المدان بالحبس النافذ في ملف برلماني 17 مليار ومن معه، فإن أوضاع السوق الأسبوعي بقيت على حالها، إن لم تكن قد ساءت، في ظل غياب أدنى مراقبة أو تتبع لمرافق هذا السوق التي تكترى أغلب مرافق بمبالغ مهمة، ويظل مستغلوها يغرفون منها الأموال كل أسبوع دون اكتراث بأمور نظافتها وتطوير بنياتها، ذلك أن ما يهمهم هو الربح. ولأن الجماعة المالكة لهذا السوق تكتفي باستخلاص واجبات الكراء دون مراقبة أو تتبع، ولأن السلطة المحلية ممثلة باشا وقائد السوالم، تكتفي بغض الطرف والسكوت على الفوضى، فإن مختلف الكوارث تنبع من السوق الذي يعرف إقبالا كبيرا كل أسبوع، لقربه من مدينة الدارالبيضاء، وكذلك باعتباره أكبر سوق أسبوعي ضمن النفوذ الترابي لعمالة إقليمبرشيد. ورغم النداءات المتكررة التي طالما وجهها المواطنون، فلا عمالة اقليمبرشيد بادرت لإيجاد الفضاء البديل للسوق الأسبوعي الذي رغم تشييده يعرف اختلالات، ولا السلطات المحلية أو الجماعة تدخلت لتفرض على المكتري الالتزام بدفتر التحملات والاعتناء بالمرافق التي يستغلها والتي تدر عليها أموالا مهمة.. وفي انتظار أن تستقيظ ضمائر المسؤولين محليا بحد السوالمواقليم بعمالة برشيد، لا يمكن إلا أن نردد ما قاله ممثل النيابة العامة، أن جماعة حد السوالم "نموذج حي لجميع مظاهر الفساد والخروقات التي يمكن أن تشهدها جماعة بالمغرب"..!!!