بعد تقديم المكتب المسير لنادي اتحاد طنجة لكرة القدم لاستقالة جماعية انصياعا للضغط الكبير الذي وضعته عليه جماهير النادي، تبنى محمد امهيدية والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، عقب اجتماعه مع جميع المجالس المنتخبة بالمدينة ومجلس الجهة، مبادرة جادة وعاجلة لإنقاذ النادي إلى غاية تنظيم جمع عام استثنائي من شأنه انتخاب مكتب مديري جديد، واضعا كل الفعاليات السياسية والإقتصادية بالمدينة أمام مسؤولياتها تجاه المدينة وفريقها الأول. وفي هذا السياق، كلف الوالي لجنة مؤقتة عُهد إليها تدبير الأمور الإدارية وتصريف الأعمال اليومية للفريق، تضم أعضاء سابقين من المكتبين الأخيرين للنادي تحت إشراف المدير الجهوي لقطاع الرياضة بالشمال. وقوبلت مبادرة الوالي لإنقاذ الفريق من الأزمة المالية التي يتخبط فيها بتجاوب كبير من جهات رسمية وفعاليات اقتصادية وازنة بالمدينة عبرت عن استعدادها للانخراط فيها، كما لاقت فتورا وتجاهلا من البعض الآخر. المجالس تتعبأ لدعم الفريق أول طرف رحب بدعمه الفريق كان جهة طنجةتطوانالحسيمة حيث اعتبر رئيسها عمر مورو في تصريحه لكّود، مجال التنمية الرياضية من أولويات برنامج عمل الجهة، معربا عن أسفه للوضع الحالي الذي يعيشه الفريق، ومعلنا عن انخراطه في التعبئة الشاملة بقيادة الوالي لتدارك كل الإشكالات التي يمكن أن تمس الفريق. وعمليا، تعهد رئيس الجهة بتقديم الدعم السنوي الذي يمنح للنادي والمتمثل في مبلغ 10 مليون درهم، مشددا على أن الجهة ستكون سندا قويا لفريق اتحاد طنجة حتى يتجاوز محنته. من جهته، نوه منير ليموري، رئيس المجلس الجماعي لمدينة طنجة، في حديثه مع "كَود"، بتدخل الوالي واصفا إياه ب"الضروري" من أجل إنقاذ الفريق من الوضع الصعب الذي يعيشه، خاصة وأنه أشرك جميع رؤساء المجالس المنتخبة على صعيد طنجة للإدلاء بدعمها واقتراحاتها في الموضوع. وبخصوص دعمه للفريق، أكد الليموري أن الجماعة تعتزم رفع مبلغ الدعم المادي الذي تقدمه للنادي والبالغ 5 ملايين درهم إسوة بكل الأطراف الداعمة للفريق. المجلس الإقليمي لعمالة طنجة – أصيلة تعهد من جانبه في شخص رئيسه محمد الحميدي، في تصريح رسمي ل"كَود"، بمنحه قيمة الدعم السنوية المعتادة للنادي والتي تبلغ 5 ملايين درهم، مبرزا تحفظه على مبالغ الدعم المتواضعة التي تقدمها مجالس منتخبة أخرى تتوفر على ميزانيات صخمة أعلى بكثير من ميزاينة المجلس الإقليمي. ولم يفوت الحميدي الفرصة للإشادة بمبادرة الوالي امهيدية التي "احترمت قيم التشاركية والحوار" وفق توصيفه، حيث أتاحت الفرصة للجميع لتجنب الحلول السريعة غير الفعالة. ورحب محمد بولعيش رئيس جماعة اكَزناية بمبادرة الوالي واصفا إياها أنها "جاءت في وقتها من أجل إنقاذ الفريق الذي يعتبر وجها للمدينة على الصعيد الوطني"، كما أنه "ممثل الجهة الوحيد في القسم الوطني الأول من البطولة الوطنية". وأكد بولعيش ل"كَود" عن انخراط مجلس جماعة اكَزناية في مبادرة الوالي مبرزا استعداده لتقديم أي صيغة من صيغ الدعم للفريق في إطار التشاور مع السلطات الولائية، كما أشار إلى أن دعم المجلس هو دعم غير مشروط في تعبير عن حسن نوايا المجلي بخصوص الموضوع. رجال الأعمال بين متحمس ومتجاهل.. مبادرة الوالي امهيدية لم تقتصر على السلطات المنتخبة فقط، بل توجهت أيضا إلى الفعاليات الاقتصادية الرائدة بالمدينة لتقديم حصتها من الدعم الذي اعتاد الفاعلون الاقتصاديون تخصيصه ضمن ميزانياتهم السنوية للأنشطة الرياضية أو الثقافية أو الاجتماعية والبيئية. وفي هذا الصدد، عبر عمار الشماع، رئيس المنطقة الصناعية امغوغة وفاعل اقتصادي، في تصريحه لكّود عن استعداده للإسهام في إنقاذ الفريق من التقهقر، معلنا عن نيته تقديم الدعم المادي للفريق كفاعل اقتصادي، إلى جانب دعم معنوي يتجلى في تقديم الأفكار والمقترحات للنهوض بوضع الفريق، على أن تتحقق الشفافية والتدقيق في صرف المنح والهبات التي سيتخصص لدعم الفريق. ومن جانبه، وصف عيسى بن يعقوب رجل أعمال ومنعش عقاري، في اتصال مع "كَود"، تدخل الوالي ب"الشجاع" مؤكدا استعداد جمعية المنعشين العقاريين بطنجة التي ينتمي إليها، مد يد العون للفريق عبر تخصيص مساهمات مالية مباشرة. ورحب محمد ابن البشير، فاعل اقتصادي ذو وزن مهم بالمدينة، في تصريح حصري ل"كَود"، بمبادرة الوالي، مبديا موافقته على فكرة دعم الفريق ماديا في انتظار ما ستؤول إليه مخرجات الاجتماعات التي يقوم بها الوالي المتعلقة بالصيغ القانونية للدعم. ودعا بلبشير إلى إسناد مهمة تدبير الفريق لشخصية بعيدة عن التجاذبات السياسية، لضمان استقلالية الفريق عن الحسابات السياسية الضيقة، وبهدف التفرغ لتدبير جيد ومعقلن للفريق. ولم يبد يوسف بنجلون، الفاعل الاقتصادي، والمصدر الأول للسمك المجمد بالمغرب، أي تعليق على تدخل الوالي، فيما أعرب ل"كَود" عن استعداده لدعم الفريق بصفته فاعلا مدنيا في المدينة، ومن منطلق دعمه لاستمرار إشعاع ونجاح الفريق الذي أبداه في السنوات الأخيرة. وأخلف محمد الزموري، رجل الأعمال الكبير، وقيدوم البرلمانيين بالمدينة، موعده مع مبادرة الوالي امهيدية حيث قال في تصريحه ل"كَود": "إن الصدقات يطبعها الكتمان". ونفس الموقف المتجاهل لدعم مبادرة الوالي امهيدية تبناه المنعش العقاري الكبير طه أبعقيل، الذي رفض الإدلاء لكّود بأي تصريح حول موضوع دعم وإنقاذ نادي اتحاد طنجة. إكراهات موضوعية.. وعن الآجال الزمنية المحددة لعمل اللجنة المؤقتة المكلفة بتسيير نادي اتحاد طنجة، أكد محمد أوكوزول، إعلامي ومهتم بالشأن الرياضي بالمدينة، في تصريح ل"كَود" أن مدة عمل اللجنة المؤقتة لا يمكن أن تتجاوز 60 يوما، معتبرا إياها مدة كافية لإنقاذ الفريق. وأشار ذات الخبير الرياضي إلى أن أول عمل ينتظر اللجنة المؤقتة هو تسوية الوضعية المالية للاعبين، حيث تم صرف جزء من أجورهم خلال الأيام القليلة الماضية، وهو الذي يجب أن يستمر خلال الأيام المقبلة لتسوية جميع الديون المتراكمة على الفريق. ونبه أوكوزول، إلى كون النادي الرياضي يحتاج إلى مصاريف يومية طائلة، والفريق تنتظره التزامات كبيرة، حيث تقدر كتلة أجور اللاعبين 104 مليون سنتيم، إضافة إلى التنقلات ومصاريف الفئات العمرية ومنح المبارايات ومنح التوقيع المختلفة وملفات النزاعات. وأوصى المهتم بالشأن الرياضي، الجهات المعنية بالحرص على جلب أطر متخصصة في التسويق وكيفية جلب الموارد المالية والمحتضنين والتدبير ومسايرة العصر الجديد لكرة القدم، لإكمال العمل على تأسيس المقاولة الرياضية التي وضعت أسسها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزارة الاقتصاد والمالية. رضا وتوجس.. جماهير الفريق من جهتهم، استحسنوا مجهودات الوالي امهيدية الرامية لوضع حد لأزمة نادي اتحاد طنجة، بدءا بتدخله المباشر لحث باقي أعضاء مكتب النادي إلى تقديم استقالاتهم إسوة برئيسهم، ثم بتعيينه لجنة مؤقتة لتدبير شؤون النادي تفاديا لتركه في مرحلة فراغ إداري قاتل، وأخيرا بعقده اجتماعات ماراطونية فورية مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين لبحث سبل دعم النادي اليوم قبل الغد. ومن شأن هذه التعبئة القصوى التي خلقها الوالي امهيدية لدعم الفريق وتحصينه من الانهيار، وفق مصادر عليمة لكّود، أن تطفئ فتيل الغضب الذي اشتعل في الآونة الأخيرة بين جماهير الفريق لدرجة جعلتهم ينزلون إلى الشارع للمطالبة بإنقاذ الفريق قبل فوات الأوان. غير أن صبر الجماهير، حسب ذات المصادر، سينفذ حتما في حال تأخرت الجهات الداعمة في الالتزام بوعودها، لذلك سيظل مناصرو الفريق في ترقب مستمر لتطورات أحوال النادي دون أن يبخلوا عليه بالدعم غير المشروط.