حسب مصادر أمنية فإن جماعة عبد السلام ياسين لم يسبق لها أن راهنت على أحداث وطنية أو إقليمية أو دولية بالشكل الذي تراهن عليه اليوم. فالجماعة تعيش ململة داخلية، تتقمص أحيانا صورة خلافات بين القيادات المركزية والجهوية للجماعة، كما تنعكس على تماسك القاعدة الصلبة للجماعة. وحسب المصادر، ترجع أسباب التململ الداخلي لجماعة العدل والإحسان إلى طابع الغموض والالتباس الذي يطبع تصور الجماعة للمستقبل السياسي في المملكة، في ضوء استحضار مبادئ التغيير عند عبد السلام ياسين من جهة، ومقارنة تلك المبادئ مع واقع الحراك السياسي والاجتماعي المسجل في بعض الدول العربية من جهة أخرى. وحفاظا على وحدة الجماعة تعمل قيادات " العدل والإحسان "، جاهدة وبشكل غير مسبوق، في تسويق خطاب داخلي وصوب القواعد، يفيد بأنّ ما يتم تسجيله في الشارع المغربي من وقفات احتجاجية هي بمثابة المقدمات العملية للقومة بالمغرب، كما بشر بها عبد السلام ياسين في كتاباته المؤسسة للثقافة السياسية للجماعة والمضادة لقيم النظام السياسي المغربي. وتؤكد المصادر على أن عوامل من قبيل تقدم مرشد " العدل والإحسان " في العمر، وتأخر بشارته بالقومة في التحقق، وغياب الإشارة أدبيا وفكريا إلى زمن وظروف القومة العظيمة، وعدم الحسم المنهاجي في مسألة خلافة المرشد، هي بمثابة معطيات ضغطت بشدة على قيادات الجماعة في اتجاه تسويق خطاب التبشير بالقومة، والادعاء بأن ما يجري من حراك اجتماعي وشبابي في الوطن هو مقدمات عملية وأركان مادية لانبلاج فجر الثورة السلمية الياسينية. وحسب المصادر نفسها، ستستمر "العدل والإحسان" في المراهنة على تأجيج الشرائح الاجتماعية وتحريضها لها على الخروج إلى الشارع، كما ستجتهد بوسائلها الذاتية في تحريض المواطنين، الشباب منهم بالخصوص، على المشاركة في الاحتجاجات المبرمجة افتراضيا. أكثر من ذلك، تؤكد المصادر، أن سيناريوهات الاحتجاج على طريقة ما جرى في أكديم إزيك، تعد من بين خيارات واستراتيجيات الجماعة في أفق التغيير السياسي بالمغرب.