أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، أن الانتقال الديمقراطي والإصلاحات السياسية التي انخرط فيها المغرب تشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة وفي العالم العربي. وأبرز العثماني، في حديث خص به وكالة الأنباء البرتغالية "لوسا"، على هامش الزيارة التي قام بها للبرتغال، أن الإصلاحات السياسية التي انخرط فيها المغرب بمثابة درس بالنسبة للجوار. وأوضح الوزير، حسب ما جاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الانتقال الديمقراطي والإصلاحات السياسية بالمغرب تمت في هدوء وشفافية واستقرار وفي إطار المؤسسات. وبخصوص علاقات التعاون بين المغرب والبرتغال، ذكر العثماني بأن البلدين تجمعهما روابط تاريخية عميقة، مؤكدا على ضرورة استثمار هذه الروابط المتميزة لتعزيز وتوسيع مجال علاقات التعاون والرقي بها إلى مستوى أعلى. ودعا، في هذا الصدد، إلى تعزيز تواجد المقاولات البرتغالية بالمغرب، وحث رجال الأعمال البرتغاليين على استغلال فرص الاستثمار المتعددة التي توفرها المملكة من خلال الأوراش الكبرى التي أطلقت في السنوات الأخيرة في مختلف القطاعات. وبخصوص الوضع في سورية، عبر العثماني عن خيبة أمل المغرب لعدم تمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من اتخاذ قرار في مواجهة الفيتو الذي استخدمته موسكو وبكين للاعتراض على مشروع قرار بشأن إيجاد مخرج للأزمة في سورية. وقال الوزير إن المغرب، باعتباره البلد العربي الوحيد العضو غير الدائم في مجلس الأمن، تحمل المسؤولية بعرض مشروع قرار حول سورية، معربا عن الأسف ل"عدم تبني القرار رغم دعم البلدان العربية ودعم العديد من البلدان الأوروبية وضمنها البرتغال" وذلك بسبب الفيتو الصيني الروسي بالأمم المتحدة. وعبر الوزير عن الأسف "لسقوط قتلى كل يوم" وقال "إنها مأساة حقيقية بالنسبة للشعب السوري"، مشيرا إلى أنه سيتعين على وزراء الخارجية العرب أن يجتمعوا في الأيام المقبلة بهدف تقييم الوضع في سورية وبحث التدابير الواجب اتخاذها. وفي ما يتعلق بطلب المغرب الاستفادة من وضع عضو ملاحظ لدى مجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية، أوضح الوزير أن البرتغال وبلدان أخرى تدعم هذا الطلب الذي يعد دليلا على إرادة المغرب في إقامة علاقات متميزة مع البرتغال ومجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية. وقام العثماني بزيارة رسمية للبرتغال، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره البرتغالي باولو بورتاس تمحورت على الخصوص حول سبل وآليات تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين.