كتب علي وقدر لي في يوم الجمعة المبارك هذا، يوم25يونيو2021، بعد صلاة الجمعة مباشرة،وعلى أبواب أيام عيد الأضحى المبارك،أن أتكلف بمراقبة امتحانات الدورة الإستدراكية للفصل الثاني لطلبة الدراسات""الإسلامية""؟! ياحسرة. كانت القاعة غاصة بطالبات تضعن الخماروتلبسن اللباس الأفغاني، وبعضهن تلبسن الجلابيب وتضعن الخمار، وأخريات ،وهن قليلات، تلبس لباسا عاديا وتضعن الخمار أو "الزيف". وكان الطلبة أصحاب لحي، وبعضهم يلبس "ضراعيات" مختلفة ومنها ما لونها أبيض. وكان طالب واحد هو الذي لا يحمل أي رمز إيحائي ودال على الإلتزام. المهم أن جماعة الدراسات كلها، وبدون أي استثناء، عبرت عن إصرار على "النقيل"، وعملت، غير ما مرة، وبكل الطرق، على الغش، وبمختلف الوسائل. كعادتي، أتخذ دورا وقائيا وليس زجريا.وأعمل جاهدا على أن أكون رهن إشارة الممتحنين، وأحاول ان أظهر لهم بأني رهن إشارتهم ولا ألعب دور"الحارس"لأني أرفض هذا المصطلح وهذا الدور. كما أعمل على تلطيف الجو وبعث إشارات خفيفة لكل محاولات الغش. وهذا ما قمت به هذا اليوم. غير أن جميع الطالبات، وهن تمثلن الأغلبية ،وكل الطلبة ،وبدون استثناء، أصررن وأصرروا على الغش، بكل الطرق ،ولعدة مرات، لكل واحد،بل منهن ومنهم من كان معولا على مطلق الغش وبصفة كلية، ولم يعمل، ولو لثانية، على بذل أي مجهود. وحاولت جاهدا أن أوجه الملاحظات والإشارات بالكلام وبالإشارة وبالإماءة وبالحركة لكل واحدة ولكل واحد أو لطالبين أولطالبتين معا ،وأحيانا لمجموعة.كان الجميع على نفس الهدف، شعارهن وشعارهم هو أولوية وحق وحق وحق وحق الغش لا فرق في ذلك بين من هو في الصف الأول ولا من هي في الصف الآخر ولا بين الصف الجانبي ولا الصف الوسط. وجدت الأمر غريبا. فتكلمت معهن ومعهم في الموضوع، ونبهتهم إلى عدم الفرق بينهم وبين المفسدين والمرتشين والظلمة في المجتمع،فكان جوابهم، بأن المنظومة فاسدة، ومن حقهم وحقهم وحقهم الغش للنجاح .كما ذكر أكبرهم بحقه في الغش لتكافىء الفرص. فقلت له من قال لك بأن من يجتازون الإمتحان الآن في قاعات أخرى ينقلون، فأجاب بأن الأمر معروف. تحولت إلى واعظ و محدث عن الإستقامة والحلال والحرام وعتق الرقبة وأحسن عملا والمؤمن القوي والخير والشر، وماذا يقول لله سبحانه والمواطنة والنزاهة والإستحقاق و و و و. فبارت بضاعتي. وهزمتني إرادة الغش. واستمرت إرادات الغش ،طيلة فترة الإمتحان، دون حياء ولا واعتبار. وأقسم لكم بالله العلي العظيم :لا أحد اعتبر وركز في عمله معتمدا على نفسه. بيد ،أني قمت بعملي ولم أترك أية فرصة تنجح. ولوأردت كتابة تقارير،لكتبت تقريرا بالقاعة كلها واحدا واحدا.علما أن احد الطلبة،يلبس فوقية بيضاء،وقع في المحضر وأراد اخذ ورقة الإمتحان معه،لولا فطنتي وتنبيه له، فرد بابتسامة صفراء وهو يسلم لي الورقة. ولما حملت أوراق "الإمتحان"، ذهبت لتسليمها للجهة المعنية هي ومحاضر التوقيع،فوجدت أستاذة المادة، فتحدثت معها في الموضوع،فأخبرتني بأنها وجدت طالبة تضع الخمار الأفغاني تضع سماعات متصلة بالهاتف تحت الخمار ،ولم تنزع سماعات الغش إلا على مضض، وهي تنظر للأستاذة باشمئزاز.وتصادف أن كان الكاتب العام ونائب العميد حاضرين، وهما من تسلما مني المحاضر،فأخبراني بأن إماما ضبط يغش ،وكتب في شأنه تقرير،فجاء إمام يطلب عدم تقديمه للجنة التأديبيه لكونه إماما بمسجد. هنا انتهت قصتي في يوم الجمعة هذا .ولكم أن تعلموا أن "مبرر" تكافؤ الفرص من المنظومة الحقوقية الدنوية و"ملة الكفر"في مرجعية الدراسات الإسلاميةقد انتصر على الشريعة الإلاهية وحقق إجماع طلبة دراسات إسلامية جميعهم وبدون استثناء لغاية في نفس الغش والإفساد في الأرض. حسبنا الله ونعم الوكيل،أليس هناك علامات ساعة أكثر من هذه. حسبنا الله ونعم الوكيل عدد حروف القرآن الكريم . حسبنا الله في الغش والغشاشين والمنافقين أكثر من الحشاشين.