عيب يا ناصر. عيب يا بوريطة. عيب أن تقول إن رجال الأمن غلبهم التعب. خلال رمضان. وبعد عمل شاق قبل العيد. ولا أظن عبد اللطيف الحموشي يوافقك الرأي. ولا أظن وزارة الداخلية تقبل أن تتحدث عنها الخارجية بهذا الشكل. الداخلية المغربية لا تنام يا ناصر. السلطة لا تنعس. السلطة لا تغمض لها عين. لأنها تسهر على أمننا. وعلى راحتنا. السلطة مستيقظة ليلا ونهارا. فقد تعودنا في الصحافة أن نكتب دائما عن رجال الشرطة أنهم عينالوطن التي لا تنام. فكيف. كيف تخيلت لحظة أن التعب هدهم. كيف فكرت أنهم أغمضوا عيونهم. بسبب العياء. كيف تخيل عقلك الدبلوماسي أن هذا ممكن. وفي تلك اللحظة. ولما استسلموا للنوم. قام المراهقون بالتسلل سباحة إلى سبتة. كيف. كيف يا بوريطة. كيف خولت لك نفسك. كيف سمحت لنفسك بأن تتخيل أن الأمن المغربي يتعب. وقد كنت دائما أدافع عنك في موقع كود. كنت دائما أقول إنك وزير خارجية ناجح. وأنك تحسبها جيدا. وكل كلمة تقولها تكون في محلها. وكل خطوة منك تكون محسوبة. كنتُ دائما أقول إنك مظلوم في هذا الموقع. وأنك شخص ذكي. ولست كما نكتب عنك. وأنك الرجل المناسب في المكان المناسب. وغالبا أن الإسبان لفقوا لك هذا التصريح. وأستبعد أن تقترفه. أستبعد أن توظف حس السخرية لديك. أستبعد أن تتهكم. لأن الأمر جدي. ويتعلق بصغار مغاربة وبأزمة حقيقية بيننا وبين إسبانيا. ونحن معك. المغاربة كلهم ضد ما قامت به إسبانيا. لكن من قال لك إن الأمن المغربي يتعب. من الذي أوحى لك بهذه الفكرة. وبهذه التخريجة. وهل تقبل أن يقول رجل أمن عن الدبلوماسية المغربية إنها مريضة. ومتعبة بسبب رحلاتها الكثيرة إلى الخارج. هل تقبل ذلك يا ناصر. هل تقبل أن يتحدث عن وزارتك أحد بهذه الطريقة. هل تقبل أن يتحدث عنك عبد الوفي لفتيت. ثم ماذا لو صدق أعداء المغرب تصريحك. ماذا لو ظنوا أن الأمن المغربي متعب. وهل فكرت في ذلك. هل فكرت في ما يمكن أن يقع. وحتى لو تعب رجال الأمن. وحتى لو كان ما صرحت به صحيحا. فهذا يعتبر سرا. ولم يكن عليك أن تفشيه. ولمن. للصحافة الإسبانية. التي لن تتردد في إخبار السي إن آي. والكوارديا سيفيل. وماذا لو علم كل خصوم المغرب أن عين المغرب التي لا تنام. غلبها النوم أخيرا. بسبب السهر في رمضان. وبسبب العيد. ماذا لو زالت تلك الهالة. ماذا لو سمع بن بطوش تصريحك. واستغله. وأعطى أوامره. من المستشفى. ومن هويته المزورة. لمعاودةالأقصاف. ولزحف الجبهة إلى الفنيقيون. لا. لا. يا ناصر بوريطة. ولا شك أن عبد اللطيف الحموشي غاضب. ومن حقه أن يغضب. ورغم تواطؤ الإسبان ورغم أنهم زوروا اسم ابراهيم غالي وأدخلوه سرا. وعالجوه. وأخفوه. كي لا يعلم القضاء بوجوده. ورغم أنهم لم يخبرونا. وكشفنا أنهم يلعبون من وراء ظهورنا. رغم كل ذلك. فهذا لا يسمح لنا بأن نسخر منهم ومن أن نتهكم. وأن نقول إن الأمن المغربي كان متعبا ولحد الساعة أنا غير مصدق وأتوقع في أي لحظة بلاغا لوزارة الخارجية يكذب الافتراء الإسباني. أتوقع في أي لحظة أن تنفي يا ناصر بوريطة أنك صرحت بأن رجالالأمن هدهم التعب. وتهاونوا. ولم ينتبهوا للأطفال والمراهقين وهم يسبحون في اتجاه سبتة. هذا مستحيل. هذا غير ممكن. هذا لا يجوز يا ناصر.