خففت الأخبار المتداولة عن قرب التوصل بأول دفعة من لقاح «أسترازينيكا» المضاد ل «كورونا» للمملكة من حدة حالة الحيرة والقلق، التي سيطرت على المغاربة طيلة الأيام الماضية، بسبب تأخر عملية التطعيم التي كان يعتقد أنها ستنطلق منذ أسابيع. وسادت، اليوم، أجواء تفاؤل وسط من عاشوا على أعصابهم، أخيرا، خاصة منهم المتقدمين في السن أو من يعانون من أمراض مزمنة، لكونهم أكثر فئة عرضة لخطر المعاناة من مضاعفات الفيروس، والتي قد تصل حد مفارقة الحياة، في حالة الإصابة بالفيروس. وتشير المعلومات المتوفرة حاليا إلى أن أول شحنة من فاكسان «أسترازينيكا» سيتوصل بها المغرب، يوم السبت المقبل، وسط توقعات أن يشرع في حملة التلقيح، الاثنين المقبل. ورغم هذا التأخير، والذي أدخل المغاربة في متاهة من الأسئلة والتشكيك زادت من متابعهم النفسية المتراكمة منذ ظهور الوباء وما خله من تأثير سلبي مؤلم على مختلف مناحي حياتهم وعلى وضعيتهم المالية، فإن المعطيات التي استقتها «كود» تفيد أن المملكة متاح أمامها كسب الكثير من الوقت فيما يخص وتيرة سير حملة التطعيم. ويرجع الفضل في ذلك إلى الترتيبات الاستباقية التي اعتمدت تحضيرا لهذه العملية. ومنها على الخصوص، تؤكد مصادر «كود»، سلسلة تمارين المحاكاة المتعلقة باستقبال اللقاح وكيفية تخزينه، وأيضا للبروتوكول الخاص بالحملة، والتي همت استعمال النظام المعلوماتي المخصص للتسجيل المسبق، وأخذ الموعد، والبيانات الخاصة بالمستفيد من التلقيح، ونوع اللقاح وتواريخ الجرعتين الأولى والثانية. وستتيح هذه الجاهزية التامة سير عملية التطعيم بوتيرة متسارعة، كما هو عليه بعض الدول، وعكس أخرى، ومنها متقدمة، والتي بوشرت فيها الحملة بوتيرة بطيئة جدا، ما جعل حكوماتها تواجه فورة غضب غير مسبوقة على طريقة تدبيرها لأزمة (كوفيد 19). وينتظر أن تحقق الحملة نتائج واعدة وفي زمن قصير، كما يرتقب أن تكون على نطاق أوسع لتشمل جميع الشرائح المستهدفة، عند التوصل بلقاح «سينوفارم» من الصين، في الأيام القليلة المقبلة، والذي استكملت الرباط، من جانبها ومنذ مدة، جميع الإجراءات والمساطر القانونية التي تتيح الحصول عليه، ومنها تحويل مبلغ الصفقة المبرمة بهذا الخصوص كاملا، وفق ما علمته «كود» من مصدر موثوق. وقرر المغرب اقتناء 65 مليون جرعة من اللقاحات المضادة ل «كوفيد 19)، وخصص لهذا الغرض ما يناهز ثلاثة آلاف نقطة تلقيح قارة تغطي جميع التراب الوطني إلى جانب الوحدات المتنقلة. وينتظر أن تكون المستشفيات الجامعية عبارة عن نقط لتلقيح مهنيي الصحة العاملين بها، كما هو الحال بالنسبة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء الذي يتوفر على ستة آلاف عامل وعاملة.