قضت محكمة في العاصمة السعودية الرياض بسجن الناشطة السعودية البارزة المدافعة عن حقوق النساء لجين الهذلول لمدة خمس سنوات وثمانية أشهر. وقد أنهى هذا الحكم فترة طويلة قضتها الناشطة السعودية في السجن من دون حكم قضائي. إذ أوقفت المحكمة تنفيذ عامين وعشرة أشهر من فترة المحكومية، حيث قضت الهذلول عامين وسبعة أشهر في السجن. ويتوقع أن يتم الإفراج عنها في شهر فبراير من العام الجديد 2021. فمن هي الناشطة السعودية لجين الهذلول، وما أسباب محاكمتها وسجنها؟ أسرة متحررة ولجين من أبناء منطقة القصيم وهي واحدة من أكثر المناطق محافظة من الناحية الاجتماعية لكنها تنتمي إلى أسرة متحررة اجتماعيا وقد أمضت سنوات عديدة من طفولتها في فرنسا. ووالدها ضابط في البحرية الملكية السعودية ووقف إلى جانبها في حملتها للمطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة وقام بتصويرها عندما قادت السيارة لأول مرة. بدأت لجين بالعمل ضد الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة عام 2012 عبر تطبيق كيك الذي يسمح بتصوير مقاطع فيديو لمدة 30 ثانية. كانت لجين حينها تدرس الأدب الفرنسي في جامعة بريتش كولومبيا في فانكوفر بكندا وكانت تحرص على إبراز وجهها في مقاطع الفيديو التي كانت تنشرها عبر تويتر وهي تقود السيارة وتؤكد على اسمها الصريح واسم القبيلة التي تنتمي إليها لكي لا يقال إنها مجرد سعودية تعيش في الخارج تسعى إلى فرض القيم الغربية على المجتمع. رحلة بالسيارة بعد أقل من أسبوع من زواجها قادت لجين السيارة لمدة ثلاث ساعات ونصف دون أن تعلم زوجها أو والديها، وتوجهت إلى السعودية. وصلت لجين الى المعبر الحدودي بين الامارات والسعودية في 29 نوفمبر 2014، لم تعرف سلطات المعبر كيف تتعامل معها. انتظرت لجين 26 ساعة على المعبر إلى أن أتت الأوامر من وزير الداخلية السعودي شخصيا وتم إلقاء القبض عليها. أمضت لجين 73 يوما في السجن في المنطقة الشرقية من السعودية بينما كانت المحاكم تنظر في توجيه تهمة تقويض الأمن الوطني لها بموجب قوانين محاربة الارهاب. تجربة ثرية وخرجت من السجن عندما تولى الملك سلمان الحكم عام 2015 بعفو ملكي منه. وفي شهر مارس من عام 2018، اعتقلتها السلطات الإماراتية مرة أخرى، وسلمتها إلى السعودية، حيث قضت عدة أيام بالسجن قبل إطلاق سراحها، وتمّ منعها هي وزوجها وكل عائلتها من مغادرة البلاد، كما مُنعت من الظهور بوسائل الإعلام واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي. وفي 18 مايو 2018 ألقي القبض على لجين بحسب ما أعلنت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية، التي أكدت أنّ رئاسة أمن الدولة ألقت القبض على 7 أشخاص بتهمة التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة وكانت لجين من ضمنهم. قد بدأت جلسات محاكمة الهذلول في 13 مارس 2019 بعد 10 أشهر من الاعتقال إلى جانب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء. وكانت لجين قد بدأت إضراباً عن الطعام قبل نحو شهر احتجاجاً على حرمانها من زيارة أسرتها لها في السجن. كما ظلت حبيسة السجن الإنفرادي لأشهر عديدة منذ دخولها السجن في مايو 2018.