انتهى قبل قليل اللقاء الذي جمع بين المستشار الملكي فؤاد علي الهمة مع زعماء الأحزاب السياسية بحضور وزيري الخارجية والداخلية، ناصر بوريطة وعبد الوافي لفتيت. وحسب مصادر حضرت اللقاء، فإن المستشار الملكي قدم تفاصيل وخلفيات الرد العسكري الذي قام به المغرب في معبر الكركرات، بعدما تمادت جبهة البوليساريو في "سياسة فرض الأمر الواقع" بقطع المعبر أمام الشاحنات والسيارات التي تنقل البضائع من وإلى موريتانيا. وأوضح ذات المصدر أن الهمة ولفتيت وبوريطة أخبروا زعماء الأحزاب، في هذا الاجتماع، أن القرار الذي اتخذه الملك بالتدخل المباشر في الكركرات، جاء بعد رفض جبهة البوليساريو لوساطة الأمين العام المتحدة، بل "رغم تدخل وزير خارجية موريتانيا من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها، تمادت البوليساريو في عرقلة حركة السير والإضرار بالشركاء الاقتصاديين للمغرب وموريتانيا". وأوضح ذات المصدر أن العملية العسكرية تمت في أحسن الظروف دون وقوع أي حادث ودون ان تكون له عواقب سلبية. وأفاد المصدر الذي حضر اللقاء أن المغرب ربط الاتصال بالأمين العام للأمم المتحدة، وبوزير خارجية موريتانيا، قبل اتخاذ أي خطوة قد تضر بالمسار الأممي لقضية الوحدة الترابية. وتابع :"الأمين العام المتحدة دار مجهود مسعموش ليه، نفس الشيء وزير الخارجية فموريتانيا تواصل معهم مبغاوش يسمعو ليه، مخلاوش لينا الا التدخل العسكري بهدف حماية المعبر". وفي هذا الصدد، قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب "الاصالة والمعاصرة"، في اتصال مع "كود" إن "حزبه يدعم الخطوة التي قام بها الملك التي تؤكد مرة أخرى أن المغرب حاضر في صحرائه"، مضيفا :"تبين من جديد أن تحركات البوليساريو ما هي إلا زوبعة في فنجان". من جانبه، قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح ل"كود" :"الاجتماع الذي حضر فيه كل من المستشار الملكي فؤاد علي الهمة ووزير الخارجية والداخلية قدمت فيه توضيحات بأمر من الملك محمد السادس ، حول ما يقع في معبر الكركرات". وقال بنعبد الله ل"كود" :"موقفنا في حزب التقدم والاشتراكية هو يدخل في إطار الاجماع الوطني والالتفاف حول جلالة الملك"، مضيفا :"يعد الالتزام بالهدوء وتنبيه المجتمع الدولي، منذ 21 أكتوبر الماضي حاولت البوليساريو فرض الأمر الواقع بالكراكرارت وعرقلة السير العام". وأوضح بنعبد الله أنه "أمام كل هذا التطور، اتخذت المملكة هذا الموقف بالتدخل عسكريا وإعادة الأمور إلى نصابها" مضيفا :"تم إخبارنا في الاجتماع بأن التدخل تم في أحسن الظروف بدون حوادث". وحسب المسؤول الحزبي، فقد تم إخبار الجميع بأن "التدخل العسكري أدى إلى فرار عناصر البوليساريو ". وشدد بنعبد الله بالتأكيد على أن "العملية العسكرية التي قام بها المغرب تأتي في إطار الدفاع عن الشرعية الدولية وفي إطار الالتزام بالمقررات الأممية".