قال نزار بركة الأمين لحزب الاستقلال، إن الحزب كحزب وطني يضع القضية الوطنية فوق كل اعتبار، لا يمكن إلا أن يدعم وأن يتفاعل إيجابا مع تدخل الجيش المغربي في الكركرات. وأكد بركة في تصريح ل "العمق" أن تدخل المغرب تحكمه ثلاث اعتبارات، يتجلى الاعتبار الأول في ضرورة التدخل لتحصين السلم في المنطقة ووقف الاستفزازات التي يمكن أن تقع في المستقبل من خلال تحصين المنطقة وضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع، وأضاف أن تدخل الجيش المغربي، يعتبر حماية لاتفاق وقف إطلاق النار بكيفية استباقية لتجنب أية إشكالية في المنطقة مستقبلا. أما الاعتبار الثاني، فيتمثل في إقدام الانفصاليين، خلال الأسابيع الأخيرة، على إغلاق معبر الكركرات وتوقيف العبور والتنقل، علما أن حق التنقل من الحقوق الكونية الإنسانية الأساسية، لذا كان من الضروري أن يتدخل المغرب ويعمل على إرجاع هذا الحق لكافة المواطنين والمواطنات المغاربة والموريتانيين وباقي مواطني دول المنطقة، حتى يتم تأمين تنقل الأشخاص والبضائع. وبحسب الأمين العام لحزب الاستقلال، فإن الاعتبار الثالث الذي يحتم ضرورة التدخل، هو أن المنتظم الدولي سبق أن قرر أن تكون هذه المنطقة عازلة، لذلك فأي تواجد فيها يعتبر خرقا للاتفاق الدولي، وبالتالي كان من الضروري التدخل من أجل تطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية، خصوصا أن الأممالمتحدة ومجلس الأمن والعديد من الدول الكبرى نددت بهذا الخرق وطلبت من البوليساريو الخروج من المنطقة غير أنه لم تتفاعل مع هذه الدعوات بشكل إيجابي. هذا وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قد عقد اليوم الجمعة لقاء مع الأمناء العامين للأحزاب السياسية الممثلة وغير الممثلة في البرلمان، قدم من خلاله الإيضاحات اللازمة بخصوص التدخل العسكري للقوات المسلحة الملكية بمنطقة الكركرات، وذلك بحضور كل مستشار الملك فؤاد عالي الهمة ووزيري الداخلية الخارجية. وكشف مصدر موثوق لجريدة "العمق"، أن العثماني أكد في اللقاء ذاته، أن التحرك العسكري للمغرب جاء بأمر مباشر من الملك محمد السادس، وذلك بعد استنفاد جميع المساعي الدبلوماسية التي قامت بها المملكة المغربية منذ نشر البوليساريو بالمنطقة العازلة وعرقلة حركة المرور. وأوضح المصدر ذاته، أن العثماني أبلغ زعماء الأحزاب السياسية أن تدخل القوات المسلحة الملكية تم بشكل مهني ومضبوط ولم يؤدي إلى أي حوادث، وهو التدخل الذي انتهى بهروب جميع العناصر المدنية والعسكرية التي تنتمي لجبهة البوليساريو وتفكيك الخيام التي نصبوها من قبل، حيث مكن تدخل القوات المسلحة الملكية من إرجاع حركة السير إليه ما كانت عليه من قبل. وشدد العثماني أمام زعماء الأحزاب السياسية على أن تدخل القوات المسلحة الملكية لإرجاع الأمور إلى ما كانت عليه من قبل، جاء بعد انتهاء المهلة التي قدمتها المملكة المغربية للأطراف المعنية في الموضوع، حيث عجزت الأمم عن التدخل لإرجاع الأمور لنصابها وسط رفض دائم للجبهة بالانسحاب، مؤكدا أن استفزازات البوليساريو كانت تتم منذ 2016، محاولة فرض أمر واقع لا يمكن للمغرب القبول بها نهائيا.