بدأت حشود من المتظاهرين في الخروج ظهر الأحد إلى شوارع أكبر المدن الفرنسية وعلى رأسها باريس لتكريم المدرس الذي قتل الجمعة بقطع الرأس في اعتداء، خلف حزنا شديدا في البلاد، بالضاحية الغربية للعاصمة الفرنسية. ويشارك في المظاهرات مسؤولون في الأحزاب والنقابات. ومن المقرر أيضا، أن ينظم تكريم وطني الأربعاء بتنسيق مع عائلة الضحية، وفق ما أعلنه الإليزيه. تنظم الأحد مظاهرات في كافة أنحاء فرنسا تكريما للمدرس الذي قُتلالجمعة لعرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد على تلاميذه في الصف، في جريمة أثارت حزنا شديدا في البلاد ووضع على خلفيتها 11 شخصا في الحبس الاحتياطي. ويشارك في المظاهرات مسؤولون في الأحزاب السياسية والرابطات والنقابات في باريس ومدن كبيرة أخرى هي ليون وتولوز وستراسبورغ ونانت ومرسيليا وليل وبوردو. وتجمع آلاف في باريس لتكريم ذكرى المدرّس. وانضمّت مجلة شارلي إيبدو الساخرة أيضا إلى الدعوة للتظاهر في العاصمة. وينظم التجمع في ساحة "لا ريبوبليك" (الجمهورية). وشكلت هذه الساحة مركزا للتظاهرة الحاشدة في 11 كانون الثاني/يناير 2015 التي نُظّمت عقب اعتداءات شارلي إيبدو ومتجر "إيبر كاشير" وجمعت حوالي 1,5 مليون مشارك. وتعرض أستاذ الجمعة إلى القتل بقطع رأس قرب مدرسة كان يدرس فيها التاريخ والجغرافيا في حيّ هادئ في منطقة "كونفلان سانت -أونورين"، في الضاحية الغربية لباريس. وقضت الشرطة على منفذ الجريمة ، البالغ من العمر 18 عاما، بعد إصابته بتسع رصاصات. وأثار هذا الاعتداء الصدمة في البلاد. وكان قد تجمّع السبت مئات الأشخاص في مدينة نيس (جنوب شرق) ورين (غرب) للتنديد ب"عمل بربري" والدفاع عن "قيم الديموقراطية". تكريم الضحية على عدة مستويات ودعت رابطة رؤساء بلديات فرنسا السبت كافة البلديات إلى تكريم الضحية، فاقترحت "عرض وسم ‘أنا أستاذ‘ على مبانيها والوقوف دقيقة صمت خلال الاجتماع المقبل لمجالس البلديات واختيار يوم لتنكيس علم البلدية". وسيُنّظم تكريم وطني للمدرس الأربعاء بالتنسيق مع عائلته، وفق ما أعلنت رئاسية الجمهورية الفرنسية من دون تحديد المكان. وقالت الحكومة إنه "يُرتقب تعبير آخر (عن الدعم) وإعلانات بعد الاجتماعات". وأشار رئيس الوزراء جان كاستكس إلى أنه يعمل على "استراتيجية ردّ تكون أكثر صرامة وأسرع وأكثر فعالية عندما يخضع مدرّس لتهديدات". وأكد في حديث لصحيفة "جورنال دو ديمانش" أن "الدولة ستكون على مستوى التزام (المدرّسين) عبر الرد بأكبر قدر من الصرامة على كل أعداء الجمهورية". من جهته، اقترح زعيم كتلة النواب الجمهوريين (يمين) داميان أباد أن يُنقل جثمان المدرس إلى البانتيون حيث تسجى كبار شخصيات الجمهورية الفرنسية مثل الكاتب فيكتور هوغو والعالمة ماري كوري، داعياً إلى القيام "بخطوة رمزية قوية". وقال "الإرهابيون أرادوا قطع رأس الجمهورية. يجب إظهار أنها تقف (في وجههم). الأمر يتجاوز شخص صامويل باتي" وهو اسم الضحية. "أنا أستاذ" وفي "كونفلان سانت -أونورين" حيث حصلت الجريمة، تجمّع حوالي ألف شخص هم أهالي تلاميذ ومسؤولون ومواطنون، أمام المدرسة التي كان باتي يدرس فيها. ورفع كثيرون لافتات كُتب عليها "أنا استاذ"، ما يعيد إلى الذاكرة شعارات "أنا شارلي" التي رفعت حول العالم بعد الهجوم على مقر شارلي إيبدو. وقال ليونيل وهو أستاذ تاريخ وجغرافيا في مدينة هيربلاي المجاورة: "سيكون هناك بالنسبة للأساتذة ما قبل وما بعد 16 تشرين الأول/أكتوبر: للمرة الأولى، تتمّ مهاجمة أستاذ لأنه يُعلّم". وتأثر أيضا التلامذة كثيرا على غرار ماري، وهي في الصف الثانوي الأول، وقد جاءت إلى أمام مدرستها القديمة لتضع ورودا "تكريما لأستاذها السابق". وقالت الشابة المذهولة "أتذكر درسه عن حرية التعبير. لقد تحدثنا عن شارلي (إيبدو)، ورسمنا رسوما لا تزال معلقة في المدرسة".