سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدل الأسر ومالين المدارس الخاصة مازال متواصل.. وعكوري ل"كود": دخلنا فوساطة بحثا عن حل باش مايبقاش التوتر.. وعائلات التلاميذ ماشي ماباغاش تخلص لكنها ليست لها القدرة على ذلك
ما زال الجدل قائما بين أرباب المدارس الخاصة وأولياء أمور التلاميذ والتلميذات بخصوص أداء مستحقات التمدرس خلال الأشهر التي تزامنت وتوقيف الدراسة الحضورية نتيجة تطبيق «الحجر الصحي»، الذي اعتمد للحد من تفشي وباء «كورونا». فرغم جهود الوساطة المبذولة لتلطيف الأجواء بحثا عن حل يرضي الطرفين، والتي تشارك فيها فيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء تلامذة المغرب ووزارة التربية الوطنية عبر أكاديمياتها الجهوية للتربية والتكوين والمدراء الإقليميين، إلا أنه لم يلح لحد الآن من المفاوضات الجارية ما يؤشر على اتجاه هذه الأزمة إلى الانفراج. وفي هذا الإطار، قال نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية، إن الأخيرة تبحث عن حل وسط بين أولياء التلاميذ والمدارس الخاصة لنزع فتيل التوتر بين الطرفين إيمانا منها بأن غالبية الأسر التي يتمدرس أبنائها في هذه المؤسسات من ذوي الدخل المحدود ولم تكن تضع في حسبانها المصاريف الإضافية التي وجدت نفسها أنها مطالبة بتحملها لتأمين شروط تحصيل أبنائها الدروس عن بعد في وقت كان لتداعيات جائحة (كورونا) أثر بالغ على وضعيتها المادية». وأضاف «حاولنا، مع وزارة التربية، أن ندخل في وساطة عبر الاستماع لما تقوله الأسر، التي تقدمت بشكايات واقترحت تقاسم تكلفة هذه الخدمة، وأيضا لأرباب مؤسسات التعليم الخاص الذين طرحوا بدورهم تصورهم لحل هذه الأزمة القائمة، والمتمثل في اقتراح الرابطة الممثلة لهذه المؤسسات إعفاء من تضرر من الجائحة من أداء المستحقات الشهرية، كمن توقف عن العمل أو من ينشط في مهن بالقطاع غير المهيكل إلى ما ذلك، مع استثناء، من ظل أجره قارا، من هذا الإجراء. وإلى غاية اليوم ما زالت الوساطة مستمرة ولم تسفر بعد عن التوصل إلى صغية توافقية». وفي ظل هذا الوضع، أكد نور الدين عكوري، في تصريح ل «كود»، فوضت الفيدرالية لفروعها الجهوية الدخول في وساطات لحل المشاكل المطروحة بكل جهة على حدا، مشيرا إلى أنها اقترحت أن لا تستثنى أي فئة من هذا الإجراء ويعمم أداء 50 في المائة فقط من الواجبات على جميع الأسر. وزاد موضحا «الأسر لا ترفض الأداء، بل ليست لها قدرة على أداء المبلغ كاملا نظرا للتكاليف الكبيرة للتعليم وتضرر قدرتها الشرائية في فترة الحجر الصحي»، مبرزا أن غالبيتها من الطبقة المتوسطة، التي تتشكل من حوالي 80 في المائة من العاملين في القطاع غير المهيكل والمهيكل، والتي توقف معظم معيليها عن العمل في هذا الظرف الاستثنائي الذي تجتازه المملكة. وقال نور الدين عكوري «هناك العديد من العائلات أثقل كاهلها التعليم عن بعد، إذ أنها لم تكن تتوفر على كومبيوتر في المنزل أو لوحة إلكترونية أو هاتف محمول ذكي أو طابعة، واضطرت إلى توفير أحد هذه الوسائل لتمكبن أبنائها من متابعة الدراسة عن بعد، رغم الصعوبات المالية التي تواجهها. أضف إلى ذلك أن هذه العملية أخذت حيزا مهما من وقتهم، إذ أنهم كانوا يشرفون على مساعدة أبنائهم على التحصيل والفهم الجيد للدروس»، مؤكدا أن كل هذه الإكراهات دفعتهم إلى التشبث بموقفهم الذي ما زال يقابل بالرفض مع العلم أن مؤسسات خاصة أخذت على عاتقها تحمل أعباء مالية إضافية لتوقيف حالة الغليان السائدة بالاستفادة من قرض «ضمان أوكسجين» للوفاء بالتزاماتها بعيدا عن تحقيق ذلك على حساب جيوب أسر التلاميذ، وهي مبادرة تضامنية لا يمكن إلا أن نشيد بها. وأضاف «يجب على مؤسسات التعليم الخصوصي دير شوية ديال التضامن من جهتها، وتعتبر مدة الحجر الصحي بأنها مرحلة استثنائية ألحقت خسائر بميزانيتها حتى تحافظ على التلميذات والتلاميذ داخل مؤسساتها». يشار إلى أن بعض الآباء والأمهات أحدثوا، خلال الآونة الأخيرة، مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي عبروا فيها عن رفضهم لأداء واجبات تمدرس أبنائهم خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، مؤكدين تشبثهم بموقفهم.