رغم أنه ليس هناك اختلاف على أن أكل المنزل لا يعلى عليه لما تجتمع فيه من فوائد صحية لا حصر لها، إلا أن الوجبات السريعة يبقى لها عشق خاص لدى العديد من المغاربة... وهذا ما ثبت في زمن الجائحة. فبينما وضع كل فريق برنامجه حول أول ما سيقوم به بعد رفع «الحجر الصحي»، وهو البرنامج الذي قد تظهر بعض ملامحه بعد 10 يونيو المقبل، كان أصحاب هذا «العشق الممنوع» في هاته الفترة يتحينون أولى فرص تخفيف قيود هذا الإجراء الوقائي المعتمد للحد من تفشي الوباء، باش يحيدو وحشهم من وجباتهم المفضلة التي تعودوا على طلبها من المطاعم قبل أن يصيب (كوفيد 19) الحياة العامة بالشلل. وهذا ما عملوا عليه في أولى أيام هذا الموعد المنتظر، إذ بمجرد استئنافها العمل، ابتداء من أول أمس الجمعة، بناء على قرار صادر عن وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، شهدت هذه الفضاءات إقبالا شديدا من قبل زبنائها، خاصة من فئة المراهقين والشباب. شد الصف وعاينت «كود»، أمس السبت، طوابير طويلة تحتشد أمام عدد من المطاعم بمنطقة آنفا بالدارالبيضاء، وعلى الخصوص تلك التي تحمل أسماء تجارية مشهورة عالمية، كما كان عليه الشأن بقلب المعاريف، حيث عرف محل لسلسلة مطاعم مشهورة تقاطر أعداد كبيرة من المواطنين، الذين اصطفوا متقابلين من الجهتين، في انتظار أن يحين دور كل واحد منهم، فيما كان يضم طابورا ثالثا من الجهة الأخرى المكلفين بتوصيل الطلبات للمنازل، وذلك في احترام لمسافة الأمان الموصى بها، واعتماد عدد من التدابير الوقائية كتدوين الطلبات وتسليمها من الباب الرئيسي دون السماح بولوج الفضاء مع توفير شروط أخرى كوضع العاملين للكمامات وتزويدهم بمواد تعقيم، وهي العملية التي كانت تتم تحت مراقبة رجل سلطة وعنصر من القوات المساعدة، لتفادي وقوع أى تجاوز قد يشكل خطرا على الصحة العامة. يقول رشيد الصافي، أحد الذين أخذوا مكانهم في هذه الصفوف الثلاثة إلى أن يأتي عليه الدور لتسلم طلبه، «أول حاجة كنت باغي نديرها من بعد رفع الحجر هي نجي لهنا.. توحشت بعض الأكلات المفضلة لدي.. وغير سمعت بأن هاد المطعم حل جيت باش نطلب داكشي لي بغيت»، وأضاف رشيد، ل «كود»، «من بعد أزيد من 70 يوم ديال الماكلة فالدار من الطبيعي أن الواحد يبغي يبدل.. وداكشي لي جابني لهنا وخا كنت عارف أنني خاصني نتساين مدة طويلة قبل ما توصلني النوبة وناخود الطلب ديالي». حميد لديه سبب آخر ليكون من بين من حشروا أنفسهم وسط هذه الطوابير الطويلة في انتظار الحصول على طلبه. فالأمر يتعلق بوعد قطعه مع عودة المطاعم للعمل. ويقول عن ذلك، ل «كود»، «كنت وعدت ولادي غير يحل هاد المطعم نيجب ليهم منو داكشي لي بغاو. ولأني باغي ندخل عليهم شوية الفرحة بعدما لاحظت أن نفسيتهم مبقاتش هي هديك فظل الحجر الصحي لي أثارو على الأطفال أكثر من لكبار ما ترددتش نجي.. وخا كنت عارف مسبقا أن هاد الزحام غادي يكون، وخاصني نتساين مدة طويلة باش يوصلني الدور وناخود داكشي لي باغي.. ». وزاد موضحا «أكثر من نص ساعة وأنا واقف، ولكن ما عندي مندير بزز مني نبقى ولو تطلب مني هادشي وقت أكثر.. لأني خاصني نلتزم بما وعدت أطفالي به». كل حاجة وبلاصتها في شارع إبراهيم الروداني لم يكن الحال مختلفا. فأمام محل للوجبات السريعة يقع بالشارع المذكور تكرر المشهد نفسه. طابور طويل على يمين الفضاء وآخر مقابل له من الجهة الأخرى يصطف فيه عدد كبير من الزبائن في انتظار أن يأتي على كل وحد منهم دوره لتسلم طلبه. وعن هذا المشهد، يقول سعيد تاج الدين، «عادي يكون هادشي.. من بعد كل هاد المدة الواحد ضروري يبغي يرجع لهاد العادة الاستهلاكية». ويضيف سعيد، الذي يعمل في مركز نداء غير بعيد عن هذا المطعم، «طيلة فترة هاد الحجر، وخلال أيام الإفطار، كنت كل مرة باش نقضي. مرة كنت كنجيب معايا ماكلة الدار ومرة كناخود شي حوايج خفاف من الحانوت نعدي بيهم. وملي فتح هاد المحل أبوابه جيت ليه باش نطلب داكشي لي مشهيه»، ومضى موضحا «بصح مكاينش حسن من ماكلة الدار.. ولكن حتى ماكلة الزنقة عندها بلاصتها.. توحشناها فهاد المدة لي كانوا فيها المطاعم والقهاوي سادين». يذكر أن استئناف المطعام ومعها المقاهي لنشاطها قيد بعدد من الشروط التي الوضعية الصحية الحالية، منها على تسليم الطلبات المحمولة وخدمات التوصيل إلى الزبناء، وتنظيف أماكن ووسائل العمل، واستعمال المواد المطهرة والكمامة، وتهوية أماكن العمل.