تعيش منطقة آنفا بالدارالبيضاء، منذ أيام، أجواء تعبئة بلغت أقصى درجاتها بعد تأكيد إصابة مساعد جزار بسوق «بدر» بفيروس «كورونا». فبمجرد اكتشاف هذه الحالة الإيجابية بحي الألفة التابعة لمقاطعة الحي الحسني، وتبين من خلال البحث الذي أجري بشأنها أنها تتعلق بشخص يمتهن الجزارة في السوق المذكور، التابع للمقاطعة المذكورة، سارعت السلطة المحلية بالعمالة إلى اتخاذ عدة تدابير وقائية مستعجلة بالفضاء المشار إليه تفاديا لأي انتشار محتمل للوباء بين التجار ومستخدمين أو المواطنين كذلك. ودشنت هذه الإجراءات، وفق ما أكده مصدر موثوق ل «كود»، بإطلاق عملية تعقيم واسعة لمختلف مرافق السوق ومحيطه، مع جرد لائحة لمخالطي الحالة المؤكدة تتضمن ثمانية وعشرين شخصا قصد إخضاعهم للتحاليل المخبرية بغرض معرفة مدى احتمال انتشار الوباء للتصدي له بشكل استباقي، إذ جرت إحالتهم على المصالح الصحية التي أخذت عيناتهم تحت إشراف السلطة الإقليمية لإجراء التحاليل الضرورية، هذه الأخيرة التي تأكد من خلالها إصابة ثلاثة مستخدمين ب (كوفيد 19) أحدهم يقطن بمنطقة سيدي معروف واثنان بمقاطعة الحي الحسني. على إثر ذلك، يفيد المصدر نفسه، قامت السلطات المحلية بسرعة ملحوظة باتخاذ رزنامة من التدابير العملية أهمها الإغلاق المؤقت للسوق، منذ مساء أول أمس الأحد، للتمكن من السيطرة على انتشار الوباء وسط التجار والعاملين به بشكل خاص والمواطنين الذين اعتادوا ارتياده بشكل عام، إضافة إلى إجراء عملية تعقيم واسعة بمشاركة كل من مصالح العمالة، المكتب الجماعي لحفظ الصحة وكل من شركة التنمية المحلية الدارالبيضاء للبيئة وشركات النظافة. إلى جانب ذلك، يؤكد المصدره، جرى جرد لائحة لجميع التجار والمستخدمين بهذا السوق الذين يقدر عددهم بحوالي مائة وثمانية شخص باعتبارهم مخالطين أو مخالطين محتملين للحالات المؤكدة، قصد إخضاع الجميع للتحاليل المخبرية حماية لصحتهم وضمانا لاستمرار النشاط التجاري بالسوق في ظروف سليمة خالية من احتمال ظهور أية حالات إيجابية جديدة أو تعريض صحة وسلامة المواطنين للخطر الوبائي. وأمام هذا الوضع ظهرت بعض ردود الأفعال لدى تجار السوق مخافة إطالة فترة إغلاقه لما قد يكون لذلك من تداعيات سلبية على وضعيتهم الاقتصادية أو تعرض سلعهم خاصة منها الخضر والفواكه للضياع، إلا أنه، وهو ما قدم بشأنه المصدر نفسه توضيحات، إذ أكد السلطات المحلية اتخذت هذا الإجراء الاستباقي احترازيا فقط ولمدة زمنية جد محدودة ترتبط أساسا بمدة الإعلان عن النتائج المخبرية للمخالطين، إذ سيجري إخضاع الحالات المؤكدة في حالة تسجيلها، لاقدر الله، للاستشفاء وفق البروتوكول المسطر من طرف مصالح وزارة الصحة، مع السماح للتجار والمستخدمين بمزاولتهم أنشطتهم التجارية بالسوق في ظروف عادية مع التقيد بجميع الاحتياطات الوقائية لتفادي ظهور أية حالة إيجابية لاحقا. وأشار المصدر إلى أنه، خلال عملية إغلاق السوق التي أشرفت عليها السلطة المحلية ومصالح الشرطة الإدارية التابعة لمقاطعة آنفا، جرى التواصل بشكل توعوي مع التجار المعنيين لتحسيسهم بأهمية هذا الإجراء الوقائي الذي يصب في مصالحتهم بالدرجة الأولى، مع تمكين البعض منهم، الذين عبروا عن رغبة أخذ بعض السلع مخافة تعرضها للتلف، قصد تحويلها نحو محلات أخرى وذلك بعد إخضاعها لعملية تعقيم للتأكد من انعدام فرضية نقل الفيروس. وخلفت هذه الخطة متبعة استحسان ساكنة الأحياء المجاورة للسوق، والتي عبرت عن ارتياحها للمقاربة الاستباقية التي نهجتها السلطات المحلية لحمايتهم ومحافظة على صحتهم، وهو ما تأتي بالتدخل بشكل فوري للحد من انتشار الوباء بهذا السوق الذي يعتبر المركز الرئيسي للتبضع واقتناء حاجياتهم اليومية.