المخزن الذي يسمع دبيب النمل. المخزن الذي تسبقه سمعته. المخزن المحترم. المخزن الخطير. المخزن الذى ذاع صيته في كل مكان. المخزن الذي حير الكثيرين. المخزن الذي غلب الجميع. المخزن الذي له أذن في بائع السجائر بالتقسيط. المخزن الذي له عيونه في حارس السيارات. وفي المرأة العجوز. وفي المقهى. وفي البار. وفي الجامع. وفي الحمام. وفي مقص الحلاق. وفي الزاوية. وفي المنعطف. وفي الطوار. وفي المجلس الجماعي. وفي الرأس. وفي المخ. وفي القلب. وفي اليد. وفي السوق. وفي الغابة. المخزن يا دولة. المخزن القوي. المخزن القديم. المخزن التاريخي. المخزن الحاضر في البقال. وفي السمسار. وفي الحصى. وفي الرصيف. وفي النافذة. وفي الشرفة. وفي الزاوية. وفي الليل. وفي النهار. المخزن الذي يطل علينا. المخزن الذي يملك المقدم. المخزن الذي له اختراعات كثيرة للمراقبة وللضبط. المخزن الذي في كل مغربي. المخزن المشهود له بالتواجد دائما في عين المكان. المخزن الذي له نظرة ثاقبة. المخزن المخيف. المخزن الذي في المعارضة وفي الموالاة. المخزن الذي يسع الجميع. المخزن الساهر على راحتنا. المخزن العاقل. المخزن الذي يراقبنا. المخزن الجديد. المخزن الذي يقوم اعوجاج المنتخبين. المخزن اليقظ. المخزن الحكيم. المخزن الذي نعول عليه. صراحة. خذلتنا أيها المخزن. صراحتنا خيبت ظننا فيك. ولم نكن نتوقع منك هذا. وأن يأتي رئيس مجلس جماعي. اسمه موح الرجدالي. ويلعب بأسماء الشوارع. ويخونجها. ويخرج مدافعا عن نفسه. وعن "علمائه" السلفيين. متهما من فضحه. بالنية المبيتة. يينما أنت نائم. وآخر من يعلم. فهذا خطير أيها المخزن. ولا يليق بك. ولا يليق بسمعتك. وبصورتك لدى الناس. حتى إن البعض يقول إنك لم تكن موجودا في مدينة تمارة. وتركتها للإخون يشوهونها. ومنحتها لموح الرجدالي. يفعل فيها ما يشاء. حتى إن أشد خصومك يتساءلون أين المخزن. وكيف سمح بذلك. وكيف لم تتحرك السلطة. وهناك من يسأل هل يوجد مخزن في تمارة. هل غادرها. هل مات المخزن كما اعتقد سي محمد اليازغي ذات مرة. وهل انسحبت أيها المخزن. وهل صرت ترفض التدخل. وهل صرت ديمقراطيا. وهل قررت أن تمنح سلطك للمنتخبين. فما حدث في مدينة تمارة غريب. ومفزع. ولم يحدث. ولا مرة في التاريخ. أن مر عليك شيء مثل هذا. ولا أحد نبهك أيها المخزن. ولا أحد حذرك. ولا أحد أخبرك بوجود زنقة حمد الدهلوس. هذا الاسم المثير. هذا الاسم الذي لا يمكن ألا ينتبه إليه المخزن. وبعد كل هذا العمر. وبعد كل هذه القرون. وبعد كل المحن التي خرجت منها منتصرا. وبعد أن ترسخت. وصرت هوية. وصرت فينا. يأتي دهلوس ويخدعك. دهلوس يا مخزن. عيب. عيب. أن يقع لك هذا. هذا ليس أنت. هذا ليس المخزن الذي نعرفه. ويجب على المخزن الكبير أن يسأل عنك. وأن يطمئن على حالك. في مدينة تمارة. وهل أنت مريض. وهل مسافر. وهل نائم. وهل في عطلة مفتوحة. وهل غيرت قناعاتك. وبعد أن كنت مخزنا فحسب. ومحايدا. صرت مع السيد موح. ومع السلفيين. وهل تخونجت يا مخزن. وهل كانت مجرد غفوة. فلا أحد يصدق. أن الدهلوس لم يثر فيك أي شك. ولم يثر استغرابك. ولم يخبرك أحد بأمره. وبأمر إخوانه. وقد كنا نظنك ساهرا على مدننا. وعلى هويتنا. وعلى أمننا الثقافي. وأن ما حدث لن يحدث أبدا. لكنه حدث أيها المخزن. كما لو أن الدولة كانت غائبة في مدينة تمارة. كما لو أنها ليس لها مخزن يحميها. وكما لو أنك منسحب. ولم تعد تقوم بدورك كما يجب. وأنا الذي كنت أحترمك يا مخزن. وأدافع عنك. وأقول إنك تشكل حصانة لنا. وإنه لولاك لالتهمنا الإخوان والسلفيون. ثم يأتي دهلوس يا مخزن ثم يأتي حمدٌ دهلوسٌ. وموح. ويمرغان سمعتك في التراب. والكل يسأل: أين كنت. فقل لنا صراحة. أين كنت يا مخزن. وما سبب غيابك. وما سبب هذه الفضيحة.