سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلفي يفجر جمجمة حميد زيد في مقال انتحاري! النجدة. النجدة. رأسي مقطوع بين السطور. وفقرات عنقي منفصلة. وطلقات حية من الشتائم مصوبة نحوي انتقاما مما كتبته عن الريسوني
يا إلهي. يا الله. ما هذا. ما هذا الذي كتبه عني هذا الشخص الزميل الذي اسمه إبراهيم الطالب. والذي قرأت أنه مدير موقع “هبة بريس”. النجدة. النجدة. ما هذا. وهل هذا رأي. أم تهديد. أم حزام ناسف. أم سيارة مفخخة. أم قنبلة. أم قذيفة. وهل هذا رأي أم مقال انتحاري. وهل هذا صحفي وكاتب أم دراكيلا. فقد كتب أني سأموت كمدا. وغيظا. وسخرية. وحبا. وكرها. وولها. وبغضا. وحسدا. (هكذا كتب). يا الله. لقد قررت ألا أقترب بعد اليوم من السلفيين. ولم يكتف إبراهيم الطالب. الصحفي.العظيم. الرائع. البليغ. الكاتب. بذلك. بل كتب أن هذه الميتات المنوعة والمشكلة. وهذا الكوكتيل من الميتات. هذا الكشكول منها ….. هيا. هيا. انسحبوا أيها القراء غير البالغين. هيا يا أصحاب المشاعر الرقيقة. هيا لا تبقوا هنا. فما كتبه عني لا تصلح قراءته لمن هم أقل من 18 سنة. فما كتبه عني يتضمن مشاهد عنيفة ومرعبة وقد تصدم حتى كبار السن. الوداع. الوداع. يا أصدقائي. لقد قتلني هذا السلفي. وخوفني. يا الله ما هذا. لقد سمعت عن السلفيين. لكني لم أكن أتوقع أنه سيأتي يوم يكتب فيه واحد منهم عني: “قد تعتمل فيك كلها(أي كل تلك الميتات التي ذكرها) فتنفجر جمجمتك، أو تنحل سرتك، أو تنفصل فقرات عنقك الطويلة كناقة الضليل”. ويعنيني أنا يا رب. يعني حميد زيد. يعني عبدك الضعيف. يعني جمجمتي المسكينة. ويتخيلها منفجرة. وأقحافها متناثرة. يا إلهي هل هذا مقال أم فيلم رعب. يا الله. إنه يخاطبني مباشرة. وبالاسم. وكما هو معروف. فالسلفيون لا يمزحون. وينفذون تهديداتهم. يا الله لا يوجد سلفي ساخر. وعيونهم تقدح شررا. يا الله. لقد تبت. وأعتذر للسلفيين. وللريسوني. وللإرهابيين. ولكل من يرى أني أسأت أليه. وسحقا لكم يا نساء المغرب. سحقا للحرية. سحقا لكم أيها الحداثيون. أيها الذين تنشدون التقدم ومغربا أفضل. وما جدواي. وما الحاجة إلى الدفاع عن أي شيء. وعن أي فكرة. ورأسي مقطوع. وجمجمتي متشظية. ويا لرقة الصور التي جاء بها كاتب المقال. وقد اطلعت عليه وأنا أتناول إفطاري. وفي الصباح أقرأ عن جمجمتي المنفجرة. وسرتي المنحلة. وفقرات عنقي الطويلة المنفصلة. مع أني لست ناقة ولا جملا. ويا لها من جمعة. ويا لها من نهاية أسبوع. مع هذا السلفي الغضبان. ويا لها من حياة. وقد حاولت أن أهرب. لكن إلى أين. وهذه أول مرة أرى جمجتي منفجرة في مقال صحفي. وأرى عظامها مفتتة. وعلى مرأى من القراء. ومن السلطة. ومن أحبابي. وأقربائي. وأعدائي. وأصدقائي. وأتلمس رأسي. وأتساءل كيف عرفت يا إبراهيم الطالب أن فقرات عنقي طويلة. ومن أين لك هذا الخيال المرعب. وهل هكذا أنت دائما. وهل هكذا تتكلمون. وهل دائما تتحدثون عن الجماجم. وأمام الرعب الذي أصابني جمعت كل شتائمك يا ابراهيم الطالب وصنعت منها باقة أزهار. وبدت لي بعض الفقرات مديحا. وعسلا. وحين قلت لي”لقد أعجبت بحقارة كلماتك السامية في دركات اللامعنى، اللامعنى المسكوب في قوالب حروفك المحنطة غير سيلانها، إعجابا جعلني أظن أنك اتحدت اتحاد الحلاج…” وكم تليق بي حقارة كلماتي. وكم أقبلها منك. لأنها رقيقة ولطيفة ولا تؤذي مقارنة بجمجتي المتفجرة. كما أني أقبل منك بصدر رحب كل ما كتبت عني. وأني” حقير. وسافل. ووضيع. وخبيث. وناقم” وأن “الحداثيات الخاسرات سيبكينني على فراش العهر الطاهر النجس الخانز النقي”. فتزكم هذه اللغة العطنة أنفي. لكنها لا شيء مقارنة بما سيحدث لجمجمتي. آه يا جمجمتي. يا الله. يا الله. قل لي يا إبراهيم الطالب. قل لي من أين لك كل هذا الخيال. وهل تكتب في الظلمة. وهل تكتب في كابوس. أم في قبر. أم ماذا. وهل قادمة لغتك من تحت الأرض. وهل من الجحيم. قل لي ما سرك. كل لي كيف أنت قادر على أن تثير الخوف في قرائك إلى هذا الحد. وفي أنا بالخصوص. لأني أنا المعني. وقد ذكرتني بالاسم. وظللت تردده. ولأنها جمجمتي. وسرتي. وفقرات عنقي. آه يا فقرات عنقي العزيزة. لأول مرة أنتبه إلى أنك موجودة. ولأول مرة أتحسسك. ما هذا. ما هذا يا إبراهيم. وهل من أجل مقال عن أحمد الريسوني. تجعلني أتخيل الأسوأ. وأتخيل سلفيا موتورا يقرأ مقالك وينفذ ما فيه بالحرف وهل أهرب يا إبراهيم وإلى أين. وقد كتبتُ عن العدل والإحسان. وعن العدالة والتنمية. وعن البوذيين. وعن الشيوعيين. ولم يحدث يوما أن رد علي أحد بالإشارة إلى جمجمتي. وأعرف أنك لا تقصد أن تفجرها. لكن من الأفضل أن تلطف لغتك. وأن تطالع الرومانسيين العرب. فما تكتبه مخيف. مخيف جدا. ومن هذا المنبر أشهد كل الناس. وكل القراء. وأشهد السماء. وأشهد السلطة. وإن حصل مكروه لجمجمتي وتفجرت فأنا أحملك كل المسؤولية. ولستُ مستعدا لأن تفجرها بمقالك. وبعد ذلك تقوم بمراجعة. وتعتذر. وفي أي شيء ستنفعني مراجعتك. واعتذارك. وهل سترد إلي جمجمتي وسرتي ومصاريني وفقرات عنقي الطويلة. ولا تقل لي إنك لم تكن تقصد. ولا تقل لي إنه مجاز واستعارة وإني لم أفهم قصدك الطيب. فالجمجمة عند السلفيين تعني الجمجمة وسبق لهم أن فجروها أكثر من واحدة. وأتخيل السلفيين يتحلقون حول قحف جمجمتي. ويتخذونه صحنا. ويتخذونه قدحا. ويسكبون فيه اللبن. ويكرعون. ويشربون من أقحاف جمجمتي. ويسيل اللبن على اللحي الطويلة. وكلما فرغ قحفي يدلقون فيه اللبن. وأتخيلهم يلعبون الكرة برأسي المقطوع. وأتذكر سوابقهم. ولا تقل لي إنك تمزح يا إبراهيم. ثم من قال لك إني علماني. ولا أدري. ويساري. حتى تقرنني بغيفارا. وهل تشق الصدور. ولم أكن أتخيل أن تظهر بيننا كتابة كانيبالية. وسلفية آكلة للحم البشر. وقد كنت أحلم بهذا النوع من الأدب. وقد كنت محبا للرعب. لكني لم أكن أتصور أني سأكون البطل. وأن القصة ستدور حولي. فدع. دع جمجمتي. دعها وشأنها. ولا تفجرها بلغتك. ولن أذكر الريسوني بعد اليوم. ولن أذكر موقع هوية بريس. ولن أمزح. ولن أسخر. ومن جهلي. ومن عدم تقديري للعواقب. ظننتكم حميد شباط. وإدريس لشكر. وبنكيران. والعدالة والتنمية. والعدل الإحسان. والأحزاب المغربية. والسلطة. وكل من كتبت عنهم في أوقات سابقة. بينما أنتم لا تمزحون. ومزاجكم عكر. وتذهبون رأسا إلى الجمجمة. وتردون بالصارم البتار. وتذهبون مباشرة إلى الدم وإلى النار وإلى القطع. وإلى عنقي وجمجمتي. يا الله. يا الله. لقد حفظ السلفيون اسمي. وأراهم الآن في كل مكان. وفي الكأس. وفي الصحن. وفي النافذة. وفي الفراش. وتحت الوسادة. وفي الياقة. وفي الستارة. وفي الكم. وفي الحذاء. وكلما تحرك شيء أظنه سلفيا جاء لجمجتي. وليفجرها. وكلما هبت ريح ظننتها هو. وهل نتصالح. هل أعتذر. قل. قل لي ماذا تريد. وكيف أكفر عن ذنبي. يا إبراهيب الطالب. وسأذعن لك. وهل تريد اعتذارا. وهل تريد أن أتوقف عن الكتابة قل. قل. ما تريد. لكن توقف عن هذه اللغة. ولا تكتب اسمي وسط كل هذه الميتات. ولا أخاف من الموت. لكن أي ذنب اقترفت كي لا أموت ميتة الله. وكي تنفجر جمجمتي. وصراحة لم أقتنع بأي كلمة مما كتبته. وقد خلطت كل شيء بكل شيء. وصنفتي بينما أنا لست أي شيء مما قلته. ولست علمانيا. ولا يساريا. ولا أعرفني حقيقة. بل أقرب إلى اليمين. وأحيانا أكون يساريا. وتحدثت عني كما لو أنك تعرف من أكون. والحال أني لا أعرف من أكون. لكنك أفزعتني. صراحة بعثت في الهلع. وفي نفس الوقت أدهشتني بكرمك. وفي مقال واحد كتبت مليون شتيمة. ولم تدخر ولو واحدة لمقال لاحق. ولم تقتصد. وقذفت كل السباب في وجهي. رميتني به دفعة واحدة. كرشاش ناري. ولم تترك شيئا لك. ولغائلة الزمن. وللسلفيين الآخرين. فالشتيمة البيضاء تنفع في اليوم الأسود. كأنه آخر مقال لك. كأنه فعلا مقال انتحاري. كأنك قادم إلى جمجمتي. لتفجرها.