ستظل سرعة تدخل الدولة المغربية وتعبئتها للموارد اللازمة مكتوبة في سجلات مواجهة الامم لكورونا فيروس. ليست المرة الاولى التي يفاجئ فيها المغرب العالم٬ سنة 1975 اظهر تعبئته وراء الملك الراحل الحسن الثاني في المسيرة الخضراء. 2020 عشنا تعبئة اخرى. تعبئة وراء الملك محمد السادس من اجل "مسيرة بيضاء" هذه المرة. تعبئة كل القوى الحية ضد هذه الجائحة. لقد ادرك الملك محمد السادس منذ اللحظات الاولى حجم الكارثة. فكان ان استبق اجراءات العزل واغلاق الحدود. كان ذلك امرا غير مسبوق. لم يقتصر الامر عند هذا الحد٬ لقد عبأ٬ كذلك٬ في سابقة٬ كافة القوى الحية في البلاد مدنية و عسكرية٬ كما عبأ 3 بالمائة من الداخل الوطني الخام للمملكة منذ تسجيل اولى الاصابات. وهذا امرا غير مسبوق. أيضا القرار المبكر باللجواء إلى الادوياء الاثنين الذي أعطوا نتائج مشجعة بينما كان العديد يتردد. أمرا غير مسبوق. كذلك المساعدة المالية المباشرة للمواطنين. أمرا غير مسبوق. لقد نجج الملك الراحل في المسيرة الخضراء لانه وجد شعبه في الموعد. شعب لم يدخل في متاهة الحسابات. جعل الوطن قبل كل شيء. شعب الحسن الثاني هم اباؤنا. هم اجدادنا. كانت فرصة ناذرة في حياة انسان ليكون في الموعد. وكانوا كذلك ونحن لهم مدينون. مدين بصفة خاصة لوالدي. لم يسترجع المغرب اراضيه المستعمرة فقط بل شاهدنا كيف ولد مغرب جديد يحضى بالاحترام والتقدير من واجبنا اليوم ان نكون على موعد مع التاريخ ان نكون معبئين وراء ملكنا لمواجهة هذا التهديد الخطير لا في بعده الصحي فحسب بل حتى في بعده الاقتصادي. يجب ان نكون رجلا واحدا صوتا واحدا. متحدون. لن تكون الانسانية بعد "كوفيد 19" كما كانت قبل. المغرب ما بعد "كوفيد 19" سيكون احسن. تحية إمتنان و شكر لمواطنينا المتواجدين في الخط الامامي لهذه المعركة. أقدر الترف الذي تمنحونه لي من اجل ان اتواجد في بيتي.