اليوم الثاني الساعة السادسة والنصف صباحا... تحيتي الصباحية أرددها لنفسي كيف غناية الميمة: "صباح الخير يا المير، يا بو قشابة حرير، اللي ما يبغيك يا المير ، تصبح داره رايبة! " هو صباح الحنين لحضن مبتسم... واخا فيه دعواي البلا ! علاش دار اللي ما بغاني تريب؟ كلامنا وليد حماسنا ، تولعنا بالأشياء ، بالآخر حتى للحرقة، للحريق... نار عواطفنا ، مواقفنا، وشماتنا ووشمات كلامنا. اول رد فعل تلقائي الراديو . ها هي اخبار اليوم كتفكرك يا اللي ناسي ولا باغي تنسى... ساعتين و العالم يدور على الكورونا في فرنسا... الإعلام كيزيد الحطب للعافية ويقول باغي يطفي الوضعية المقلقة... فينما زابيتي لإذاعة اخبار، نفس المواضيع... شهادات الطواقم الطبية، شهادات مرضى في المراحل الأولى للمرض، شهادات لمحصورين تيتشاركو استراتيجياتهم للحياة مع و ضد الملل .... ثم... عدد المصابين، الموتى....تعليمات الوقاية ! اجلس في خربتك، سد بابك ... ! ولي خلاتها حنة :"اطفي علي ذاك الطارو !"... الطارو ليها كان الراديو و التلفاز... طارو نيت ! حيث للحظات، دماغي تلوث بالتوتر الدائم ... الشرجم! الهوا !و إذا بسماء زرقاء صافية. شمس شتاء حالم... الطبيعة كتقلز لينا ! دار العام والشتاء تصب ! اتحصرنا ، كتكيدنا ! قرار اليوم : الانعزال التام و الإرادي . عندي طون او نص ديال الشغل! العمل عن بعد، القراية الجامعية عن بعد... نهاري مطرطق... والكورونا غيرت فيه حاجة وحدة ! المواصلات ! ما غنجري، ما غنلهث.... بداية الحصص و الاجتماعات عن بعد.... الطناش... ريحة الطياب ! لأول مرة كنشم هاذ الكم من الروائح اللي كتشهي! جيراني مشاركين في مسابقة طوب شيف سبيصيال كورونا ! و أنا توحشت اللوبية ! غنشرب القهوة! حصص العمل عن بعد توالت.... وقدرتي على التركيز خلال الاجتماعات المطولة كتحتضر ! ما عدا اللجوء للتقنية، نفس الأغنية لللي خلاتها مدرسة المشاغبين "جاي من السنبورة، رايح عالسنبورة" ! سير وا جي... في الخارج ، تصفيقات، هرج، صرخات فرح في خلفية المنزل... الناس في الشراجم كتعبر، عن بعد، على شكرها ، دعمها، محبتها للطواقم الطبية . عند الإشارة تكون الساعة الثامنة، موعد دقيقتي تقدير و عرفان... داز النهار... الطارو طافي...