«هاذي ساعة وانا غادة جاية عقلي وفكري ماكاينشاي كنعاين التليفون نسمع رنة نوقف نقول شكون كنعاين التليفون من عند حبيبي كنعاين التليفون يطفي نار كليبي عمل معايا الحضاش وهادي الطناش علم الله اشنو جرى له واشنو جرى له، ألو ألو شكون بغاني ونساله هادي النمرة ستين ثلاثة واحد وخمسين، لا لا ماشي أنا يا سيدي النمرة غلط يا سيدي كيف يكون نساني وهو عاطيني العهد، كيف يكون نساني وحبه في عماقي خالد خلاني خلاني، هادي ساعة وانا غادة جاية، ألو ألو شكون بغاني ونساله هادي النمرة ستين ثلاثة واحد وخمسين، لا لا ماشي أنا يا سيدي النمرة غلط يا سيدي وعدني وخالف وعده، ونساني ونسى وده، والله ماعرفش ماله، ولا اللي غير حاله». إنها كلمات أغنية «التليفون» التي تغنى بها المغاربة في سنوات الستينيات والسبعينيات بكل الحب ورددت في مجالسهم رغم بساطتها اللغوية والإيحائية. عن هذه الأغنية، يقول الممثل المسرحي والتلفزيوني حمادي التونسي مؤلف «كنعاين التليفون» في تصريح ل«المساء»: «أثناء كتابتي لمشهد من مسرحية، صورت ممثلة تستقبل مكالمة هاتفية، في تلك اللحظة قلت لنفسي: لماذا لا أكتب كلمات أغنية حول التليفون، وهذا ما حصل بالفعل، ومنحت الأغنية للملحن محمد بنعبد السلام الذي شرع على الفور في تلحينها». وفي الوقت الذي تشير فيه بعض المواقع الإلكترونية إلى أن الأغنية، التي كانت تبث في سنوات الستينيات بشكل أسبوعي، غناها عبد الوهاب الدكالي وإلى أن محمد بنعبد السلام سجلها بصوته، أكد الشاعر حمادي التونسي أن هذه الأغنية غناها كل من أمينة ادريس، بهيجة ادريس واسماعيل أحمد. وقد سبقتها وتلتها تجارب فنية أخرى مع كبار الفنانين والملحنين، والحمد لله أنني مازلت قادرا على العطاء. وهنا أشير إلى أنني لحنت، مؤخرا، أغاني من بينها أغنية «القلب خبير» للأشرقي وأغنية «إلى جات الصدفة» التي لحنها وغناها جميل جمال، هذا الأخير الذي لحن لي «دمعة عتاب» التي ستغنيها فاتن هلال بك». وفي سياق آخر، اشتهرت الفنانة أمينة ادريس، أخت محمد الإدريسي صاحب أغنية «عندي بدوية» وبهيجة إدريس التي أبدعت في أغنية «الما يجري قدامي»، بمشاركتها في أغنية «القمر الأحمر» وبأدائها للعديد من الأغاني الطربية، من بينها أغنية «مالو غضبان»، «يا سيدي القاضي»، «مانخونشي»، «باقي تابعني وما بغيتي تمشي»، إلا أن أغنية «كنعاين» تعد أولى تجاربها الغنائية التي ساعدها فيها الملحن الكبير محمد بنعبد السلام الذي كان له الفضل كذلك في تألق بهيجة ادريس ومحمد الإدريسي. من جانب آخر، يعد محمد بن عبد السلام -في رأي المهتمين- أحد أعمدة الفن الغنائي المغربي في النصف الأخير من القرن العشرين، واسمه الحقيقي هو محمد التواشي، وينتمي إلى أسرة فنية، وكان ميلاده بمدينة سلا عام 1930. تعتبر «في الدرب» أول أغنية لحنها وغناها، وكان ذلك في سنة 1952، ومنها انطلق في تلحين وغناء أغانٍ ذات طابع مغربي، ولحن للعديد من المطربين الذين اشتهروا بألحانه، ومنهم المعطي بنقاسم وعبد الوهاب الدكالي وبهيجة إدريس وأمينة إدريس ومحمد الإدريسي والحبيب الشراف. وساهم الملحن محمد بنعبد السلام في إدماج المطربين في الأوبريتات الغنائية، حيث لحن أوبريت «مشروع بورقراق» وغيرها، ومحاورات منها «التليفون» و«أنت هاني» وغيرها من الألحان. أسس في الخمسينيات فرقة موسيقية كان يرأسها، مما جعله يدخل في منافسة مع فرق أخرى إلى أن تأسس الجوق الوطني للإذاعة سنة 1953. منح العديد من الأغاني لخزانة الإذاعة قبل أن يعتزل الغناء والتلحين سنة 1992م على إثر حادثة سير أقعدته عن العمل في هذا المجال.